أعلنت أوكرانيا تمكنها من عرقلة تقدم القوات الروسية في الشرق ما اجبرها على اعادة دمج ونشر وحداتها في حين دعت موسكو الى رفع العقوبات الغربية عنها للاستمرار في التفاوض مع كييف.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن رفع العقوبات المفروضة على روسيا، يشكل جزءا من مفاوضات السلام بين البلدين المستمرة يوميا، إلا أن كييف حذرت من انها معرضة لخطر الانهيار.
وفي تصريحات لوكالة أنباء الصين «شينخوا» أمس، قال لافروف إن «الوفدين الروسي والأوكراني يناقشان بالفعل حاليا مسودة معاهدة محتملة على أساس يومي عبر مؤتمرات الفيديو».
وأضاف ان «أجندة المحادثات تشمل، من بين أمور أخرى، قضايا التخلص من النازيين والاعتراف بالحقائق الجيوسياسية الجديدة ورفع العقوبات ووضع اللغة الروسية. وأكد أنه يؤيد «استمرار المفاوضات رغم أنها صعبة».
ميدانيا، أعلنت كييف أمس، نجاحها في صد هجمات القوات الروسية التي شددت ضغوطها على المناطق الشرقية والجنوبية من أوكرانيا وخصوصا حول خاركيف حيث روسيا تحاول تعزيز سيطرتها بأي ثمن على الرغم من الانتكاسات الميدانية.
وسمع دوي انفجارات عنيفة فجر أمس في خاركيف، ثاني أكبر مدينة في البلاد تقصفها المدفعية الروسية منذ أسابيع.
واعترف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن الوضع في هذه المنطقة الشمالية الشرقية حيث أعادت القوات الروسية تركيز هجومها، «صعب»، لكنه أضاف أن «جيشنا يحقق نجاحات تكتيكية».
بيد أن لافروف أكد أن «العملية العسكرية الخاصة التي بدأت في 24 فبراير تسير وفق الخطة بدقة».
وأضاف الوزير الروسي «ستتحقق كل أهداف العملية العسكرية الخاصة على الرغم من العرقلة من جانب خصومنا»، داعيا حلف شمال الأطلسي (ناتو) والولايات المتحدة إلى الكف عن مد كييف بالأسلحة إذا كانا «مهتمين فعلا بحل الأزمة الأوكرانية».
وتعززت المساعدات العسكرية للحكومة الأوكرانية بشكل واضح، فقد طلب الرئيس الأميركي جو بايدن من الكونغرس قبل أيام زيادة الميزانية 33 مليار دولار لزيادة شحنات هذه الأسلحة.
كما أعلن الإليزيه أمس بعد اتصال بين الرئيس إيمانويل ماكرون ونظيره الأوكراني، أن فرنسا سترسل مزيدا من المعدات العسكرية والمساعدات الإنسانية لأوكرانيا. وشكر الرئيس الأوكراني ماكرون على «شحنات المعدات العسكرية النوعية التي تسهم في المقاومة الأوكرانية».
ويبدو أن آثار المساعدات الغربية بدأت فعلا تظهر على الأرض حيث تواجه القوات الروسية صعوبات.
وهذا ما ينطبق على روسكا لوزوفا وهي قرية تقع شمال خاركيف، التي حررها الأوكرانيون بعدما كان الروس يقصفون المدينة انطلاقا منها.
وتقع روسكا لوزوفا على بعد 18 كم إلى الشمال من خاركيف وكانت تضم نحو خمسة آلاف نسمة قبل الحرب. ويعبر القرية الطريق السريع ام-20 الذي يربط المنطقة بالحدود الروسية ومن ثم ببلغورود.
إلى الجنوب والشرق في منطقة دونباس التي يريد الكرملين السيطرة عليها بالكامل، أكد زيلينسكي أن «القصف المستمر على البنية التحتية والمناطق المأهولة يظهر ان روسيا تريد جعل هذه المنطقة غير مأهولة بالسكان».
وقالت هيئة الأركان العامة للقوات الأوكرانية أمس إنه تم صد 14 هجوما شنتها القوات الروسية في منطقتي دونيتسك ولوغانسك خلال 24 ساعة.
وأدرجت الهيئة قائمة بهجمات روسية جديدة، مع التركيز على شرق أوكرانيا، لكن دون إظهار أي نجاح لموسكو.
وتواصل روسيا حشد قواتها بالقرب من مدينة «ازيوم» بمنطقة خاركيف. وتحاول القوات الروسية التقدم برا في العديد من الأماكن، طبقا لما ذكره التقرير، مضيفا أن قوات أوكرانية تصد الهجمات.
ورأت واشنطن أيضا أن الهجوم الروسي متأخر. وقال مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية (الپنتاغون) إن القوات الروسية «بعيدة كل البعد عن تحقيق الارتباط» بين القوات التي تدخل منطقة خاركيف في شمال دونباس بتلك القادمة من جنوب البلاد.
وأضاف المسؤول الأميركي «نعتقد انهم يواصلون تهيئة الظروف لهجوم مستمر أوسع وأطول».
من جهتها، ذكرت بريطانيا في بيان المتابعة العسكري أمس، أن روسيا اضطرت الى دمج وإعادة نشر وحدات مستنزفة ومتباينة من عمليات تقدم فاشلة في شمال شرق أوكرانيا. وربما تعاني الكثير من تلك الوحدات من ضعف الروح المعنوية».
وكتب الجيش في تغريدة «ما زال هناك قصور في التنسيق التكتيكي الروسي. نقص في المهارات على مستوى الوحدات وعدم انتظام الدعم الجوي تركا روسيا غير قادرة على الاستفادة كليا من حشودها القتالية على الرغم من التحسينات المحلية».
وتابع «تأمل روسيا في تصحيح الأمور التي كانت تشكل عقبة في غزوها من قبل عن طريق تركيز القوة القتالية جغرافيا وتقصير خطوط الإمداد وتبسيط القيادة والتحكم».
