جنوح إلى الظلام – بقلم : مطلق القراوي
الإنسان بطبيعته ينتابه الخوف والهلع مع شدة الحرص والضجر من كل مكروه، قال تعالى: (إن الإنسان خُلق هلوعا إذا مسّه الشر جزوعا وإذا مسّه الخير منوعا)، ولو تداركنا علاج ذلك لوجدناه مفصلا في سورة المعارج في القرآن الكريم.
لذا نجد الكثير من الناس يجنحون إلى الظلام إذا وقعوا في مثل هذه الشدائد، فما ان تصيب أحدهم مصيبة أو طمع إلا زاد حرصه والتمسك بما يريد من أطواق النجاة في هذا الظلام الدامس وهذه المحن المتراكمة.
لقد هدانا الله عز وجل إلى صراط مستقيم، وأنزل علينا كتابه الكريم الذي يربط العبد بخالقه ويهون عليه مصائب الدنيا، فلو رأيت أحوال الفقراء لجزع قلبك ولو أحصيت عدد المرضى في المستشفيات لسالت دمعتك، فالكل دخل في دائرة الجنوح إلى الظلام والبعد عن ذكر الله العزيز الجبار واللهو في حب الدنيا وقلة الاستغفار.
إن الظلام يميت البصر والبصيرة ويقلب النور إلى ظلمات ويبعد العبد عن خالقه فلا يجد من يعينه ويقوي إيمانه، لذا كلما قرب الإنسان إلى ربه زاده ذلك تقوى وزيادة إيمان.
mqarawi@hotmail.com