قال مديرو مكاتب سياحة وسفر إن وتيرة الإقبال على حجوزات تركيا من قبل الكويتيين والوافدين تراجعت في الآونة الأخيرة نظراً لأسعار الفنادق التي وصفوها بـ«الخيالية» بعد تضاعفها 3 مرات خلال الفترة الأخيرة، مؤكدين أن ذلك دفع الكثيرين إلى تغيير وجهاتهم نحو دول أوروبا.
ولفتوا في تصريحات لـ «الراي» إلى أن الفنادق في تركيا رفعت أسعارها بنسب كبيرة وصلت إلى 300 في المئة خلال الفترة الماضية جراء الإقبال القياسي على السفر إلى تركيا، حيث علّل أصحاب الفنادق ذلك بارتفاع الكلفة التشغيلية عليهم، خصوصاً الأيدي العاملة التي زادت أجورها 50 في المئة مع ارتفاع التضخم إلى 69.97 في المئة على أساس سنوي، وفقاً لأرقام التضخم التي أعلن عنها معهد الإحصاء التركي. وتزامن ذلك مع تجاوز الدولار مستوى الـ16 ليرة، لتوسع العملة التركية خسائرها منذ بداية العام إلى 18 في المئة.
من جانبه، قال مدير عام مكتب سفريات «كومو»، محمد بدر، إن الكثير من الكويتيين تراجعوا عن خططهم للسفر إلى تركيا بعد اطلاعهم على أسعار الفنادق المبالغ فيها هناك، حيث بات الكثير من الوجهات الأوروبية مغرياً لهم أكثر من تركيا، لاسيما بعد رفع تلك الوجهات القيود المتعلقة بفيروس كورونا، وتوافر الفنادق والطيران لها بأسعار مناسبة.
وأوضح بدر أن أسعار تذاكر السفر زادت بنسب بسيطة مقارنة بالفترة المقابلة من العام الماضي، لكنها لم تؤثر على قرار المسافرين، خصوصاً الكويتيين ملاك الشقق في تركيا، لافتاً إلى أن سعر التذكرة (ذهاباً وإياباً) على الدرجة الاقتصادية إلى تركيا يبلغ نحو 122 ديناراً فيما يصل إلى 513 ديناراً في أيام نهاية الأسبوع والأعياد والإجازات، بينما يبلغ سعر التذكرة «البزنس» بين 432 و532 ديناراً وفقاً لتوافر المقاعد، في حين تتراوح الأسعار على الدرجة الأولى بين 632 و730 ديناراً.
من ناحيته، أفاد مدير عام شركة الهيثم للسياحة والسفر، أيمن المسلماني، بأن السوق التركية باتت تعتمد بشكل شبه كلي بعد الحرب الأوكرانية على السائحين العرب، خصوصاً الخليجيين، متوقعاً أن يؤدي الارتفاع غير المسبوق في أسعار حجوزات الفنادق إلى إحجام الكثير منهم عن السفر إلى تركيا، وتغيير وجهاتهم إلى أماكن أرخص.
وقال المسلماني إن سعر الغرفة في فندق من فئة 3 نجوم كان 50 دولاراً لليلة ليصبح الآن 100 دولار، فيما قفز سعر الغرفة من فئة 4 نجوم من 60 إلى 130 دولاراً، وتضاعفت أسعار الغرف في الفنادق من فئة 5 نجوم من 100 دولار لليلة الواحدة إلى 340 دولاراً، مبيناً أن الفئة الأخيرة هي المستهدفة من قبل الكويتيين والخليجيين. ونوه المسلماني إلى أن هناك فنادق في أسطنبول وبودروم مطلة على البوسفور وصل سعر الجناح (السويت) المؤلف من غرفة وصالة فقط فيها إلى 6000 دولار لليلة الواحدة.
هل يتكرر سيناريو 1998؟
ذكر المسلماني أنه في عام 1998 قامت فنادق تركيا بالخطوة نفسها، إلا أنها اضطرت بعد فترة قصيرة وجراء امتناع الكثير من السياح عن السفر إلى تركيا، لإعادة الأسعار إلى ما كانت عليه، متوقعاً أن يتكرر السيناريو ذاته الموسم الحالي.
وأشار إلى أن الفنادق في تركيا تسعى لتعويض خسارة العامين الماضيين جراء انتشار فيروس كورونا وتراجع نسب الإشغال بنسب هائلة، إضافة إلى استغلال الإقبال الكبير الذي وجدوه من السياح مع بداية عودة الحياة والانفتاح.
