الهليون الأبيض هو طعام ربيعي شهي في ألمانيا، لكن المستهلكين ليسوا متحمسين له هذا العام بسبب الارتفاع الكبير في أسعار السلع، ما دفعهم إلى الحرص على تقليل إنفاقهم عليها لصالح الإنفاق على الخدمات.
ويعد الهليون – خاصة من النوع الأبيض – من المنتجات الغذائية المميزة في المطبخ الألماني، إلى جانب الشنيتسل (شرائح اللحم أو الدجاج المنزوع العظم مغطى بالبقسماط ومقلى) والنقانق والبطاطا المقلية.
ويبدأ موسم الهليون من منتصف نيسان/أبريل حتى حزيران/يونيو، عندما تبدأ أكشاك الخضر في بيعه، وتخصص مطاعم قوائم كاملة له.
وقال كلاوديو جليسر، من شركة أبحاث السوق الزراعية “إيه إم آي” بون، إنه تم تسجيل حجم شراء أقل بكثير حتى الآن هذا الموسم.
وسجلت الجمعية الألمانية لأبحاث المستهلك (جي إف كيه) اتجاها مماثلا أيضا.
وقال جليسر إن الهليون هو “خضروات يمكن الاستغناء عنها”، يربطها كثيرون بارتفاع الأسعار، مشيرا إلى الاتجاه العام الحالي للعملاء نحو شراء المنتجات الأساسية والسلع التي ليس لها علامة تجارية.
وقال جليسر: “كثير من الناس ينتبهون إلى إنفاقهم وما يتبقى بعد استهلاك الوقود؛ وما عليهم ادخاره لتسديد فواتير أعلى في المستقبل”، موضحا أن المستهلكين الأقل تضررا من ارتفاع الأسعار ينفقون الآن المزيد من الأموال على الخدمات، مثل السفر.
تجدر الإشارة إلى أن أسعار الهليون في ألمانيا حاليا أقل مما كانت عليه الموسم الماضي، حيث بلغ متوسط ??????سعر الهليون الأبيض من الزراعة الألمانية الأسبوع الماضي 06ر7 يورو للكيلو، بتراجع قدره 12% مقارنة بنفس الأسبوع من العام الماضي، بحسب بيانات جليسر.
وقال فريد أيكهورست، المتحدث باسم مجلس إدارة رابطة مزارعي الهليون والتوت في ولاية سكسونيا السفلى، إن الهليون لم يكن رخيصا أبدا في هذه المرحلة، ولا حتى قبل فيروس كورونا”.
والمنافسة مع الهليون الأخضر المزروع في الخارج مؤلمة بشكل خاص للمنتجين المحليين للهليون الأبيض، الذي يطلق عليه الألمان أحيانا “الذهب الأبيض”.
وقال جليسر إن إحدى سلاسل التخفيضات باعت مؤخرا الهليون الأخضر مقابل 96ر2 يورو للكيلوجرام الواحد، وأضاف: “إنه لأمر مؤلم أن يضطر المنتج المحلي الألماني إلى رؤية ذلك في السوق”، مضيفا أنه لا يمكن لأي شركة ألمانية أن تنافس مثل هذه الأسعار.
وقال أيكهورست إن العديد من حقول الهليون قد خرجت بالفعل من الإنتاج في ألمانيا هذا العام، رغم أنها في منتصف الموسم، مشيرا إلى أن المساحات المزروعة ستستمر في التناقص، مع خروج بعض مزارع الهليون الصغيرة من العمل بالفعل، خاصة تلك التي كانت تزود تجار الجملة فقط.
وذكر أيكهورست إنه مع تطبيق الحد الأدنى القانوني للأجور ليبلغ 12 يورو في الساعة في الأول من تشرين الأول/أكتوبر المقبل، فإن الوضع التنافسي للمزارعين الألمان سوف يزداد سوءا مقارنة بالمنافسين في إيطاليا أو إسبانيا.
