نقلت المواقع الإخبارية نداءً من بابا الفاتيكان إلى قادة العالم بأن ينزعوا السلاح ويلجأوا للسلام ولا يوقدوا النار على أبواب الإنسانية، وأن يوقفوا الصراع لتأجيج الحرب وأن يتفاوضوا بصدق من أجل السلام في أوكرانيا. وأعتقد أن نداء البابا يجب أن يجد له صدى إيجابيا بمبادرة من الأمين العام للأمم المتحدة بعقد مؤتمر للسلام في أوكرانيا بعيدا عن مزايدات السياسة والتسابق على مد أوكرانيا بالأسلحة لإطالة أمد الحرب وتبعاتها على الأمن الغذائي وما نشهده من تبعات يصعب التنبؤ بأبعادها.
وإن نداء البابا يجب أن يقول له الساسة سمعاً وطاعة، وأن يلقوا السلاح جانبا من أجل خير البشرية وأن نسمع من كل القيادات الدينية نداءات السلام في جميع دول العالم دون مزايدات سياسية أو تجارة السلاح والتسابق المحموم لإراقة دماء الأبرياء وإشاعة الفوضى والدمار التي عشناها في معظم الحروب العبثية التي لا تترك غالبا ومغلوبا بل يخرج الجميع منها خاسرا من الأرواح والتنمية، وهو درس قاس تعلمته البشرية في جميع دول العالم وفي مختلف العصور ولا تجلب الحروب إلا الدمار والهلاك والإرهاب.
فهل يجد هذا النداء الباباوي صدى من مصاصي الدماء وأعداء الإنسانية والسلام، أم أننا سنتعامل مع نداء البابا ببرود وسلبية؟
وأعتقد جازمة أن نداء السلام من قيادة دينية يجب أن يكون له تفاعل إيجابي من أصحاب القرار وهم السياسيون الذين يستطيعون بجرّة قلم شجاع أن ينتصروا للسلام وينبذوا الحروب ويقرأوا دروس التاريخ، فهناك قادة استحقوا جائزة نوبل للسلام، وهناك ساسة ما زالت شعوبهم تدفع أثمانا باهظة لقرارات الحرب التي اتخذوها ولم ينصتوا إلى نداءات السلام، فكانت العواقب وخيمة من دمار وخسارة ليست لأولئك القادة ولكن لعدة أجيال من شعوبهم من بعدهم.
والأمثلة ما زالت حية لمن يريد أن يتعلم، فمن غير المقبول إعادة البشرية إلى عصور شريعة الغاب والقبول بدمارها!
أتمنى أن نرى كل يوم نداءات السلام من جميع القيادات الدينية والاستجابة السريعة من الأمم المتحدة لنستطيع تحقيق السلام العالمي.
