كشف المتخصص في شؤون العمالة المنزلية، بسام الشمري، أن الفترة الراهنة تشهد عودة ظاهرة تكدس العاملات المنزليات داخل سفارات بلدانهن لدى الكويت، «سواء اللاتي سجّلت بحقهن بلاغات تغيب من قبل أربابهن، أو اللاتي نشبت بينهن وكفلائهن منازعات عمالية فشلت الطرق الودية في حلها، وتأخر الفصل فيها من جانب الهيئة العامة للقوى العاملة لفترات طويلة، من دون حصول العاملات على مستحقاتهن كاملة».
وأرجع الشمري، في حديثه لـ «الجريدة»، السبب وراء تفاقم هذه الظاهرة مجدداً إلى كثرة المنازعات العمالية التي بلغت، وفقاً لاحصائية «القوى العاملة» عن شهر يونيو الماضي، نحو 500 شكوى تنوعت ما بين ترك العمل وأحيلت إلى القضاء، وحجب جواز سفر العاملة، إضافة إلى الشكاوى الخاصة بعدم الحصول على المستحقات الشهرية أو نهاية الخدمة، مهيباً بالجهات ذات العلاقة كافة، وعلى رأسها إدارة تنظيم استقدام العمالة المنزلية، إلى ضرورة تدارك الأخطاء السابقة، ومنع تكدّس العمالة المنزلية داخل سفارات بلدانها، لاسيما أن هذا التكدس كان أبرز أسباب وقف تصدير عمالة إحدى الجنسيات في السابق، والتي تزوّد السوق بنحو 70 بالمئة من احتياجاته من الأيدي العمالة المنزلية.
عزوف عن القدوم
واعتبر الشمري أن استمرار ظاهرة لجوء هذه العمالة إلى سفارات بلدانها يُظهر عجز الحكومة عن إيجاد حلول جذرية للازمة، محذّراً، في الوقت ذاته، من زيادة المنازعات العمالية وما يترب عليها من عزوف العاملات الجديدات عن القدوم إلى السوق الكويتي لكونهن لا يشعرن بالأمان داخله، نظراً لتراجع الجهات المعنية ذات العلاقة عن توفير الحماية القانونية لهن، أو الفصل السليم في المنازعات التي تنشب مع أرباب أعمالهن.
وأضاف أن «مركز إيواء العمالة الوافدة التابع للقوى العاملة يرفض استقبال العاملات المسجل بحقهن بلاغات تغيب، لذا يلجأن إلى سفاراتهن للحماية وتوفير متطلبات الحياة».
إلى ذلك، استقبل مدير الهيئة العامة للقوى العاملة بالتكليف، مبارك العازمي، صباح أمس، سفير الهند لدى البلاد سيبي جورج والوفد المرافق له، حيث جرى خلال اللقاء بحث آليات التعاون بين الجانبين في مجال استقدام وتشغيل العمالة وحمايتها.
وأكد العازمي أن الهيئة تبذل جهوداً حثيثة لتطوير عملية استقدام العمالة بما يخدم المصالح التنموية والاقتصادية الكويتية ويحفظ حقوق العمالة التي أقرها القانون، مشدداً على دور الهيئة في توفير الحماية القانونية للعامل وضمان وجود بيئة المناسبة تكفل حقوقه كافة بالقطاعين الأهلي والمنزلي.
وبينما لفت العازمي إلى أن سوق العمل يستقطب ما يحتاجه من تخصصات لذوي الخبره تخدم احتاجاته، أشاد بالعلاقات التاريخية القديمة والمميزة بين البلدين الصديقين، مؤكداً حرصه على تعزيزها
