الشخص المرن غالبا ما يكون مرضيا عليه من الجميع، إن لم يكن الكل، فالمرونة خلق راق يتعامل بها الناس في كل مكان للوصول لأفضل الحلول المرضية وهي ديدن من يسعى إلى الخير وصلاح ذات البين، وعلى العكس من ذلك فالشخص غير المرن يبتعد عنه الناس ويتحاشونه ولا يتعاملون معه.
ومن هنا أقول لا بد من المرونة في الأمور المهمة، ولا بد من وحدة الكلمة والصف، وائتلاف القلوب وصدق النوايا، والسعي نحو ما يعود بالخير على الجميع فيما يخص مصلحة الوطن، والعاقل من لا يستبق الأحداث لأنه يعلم أن في التأني السلامة، وأن لكل حادث حديثا، وعموما فكثرة الاختلاف نذر شر، ولا نريده لنا، والاتفاق مفاتيح خير، ثم إن اجتماع الصف ووحدة الكلمة حماية للوطن، ولله در المهلب حيث يقول:
كونوا جميعا يا بني إذا اعترى
خطب ولا تتفرقوا آحادا
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا
وإذا افترقن تكسرت آحادا
فما دمنا مجتمعين فنحن متآلفون متحابون حتى وإن اختلفنا، أما كثرة الاختلاف واستمراره ففيهما ضعف لأمرنا لأنه باعث للفرقة بيننا، وربما استغل ذلك بعض ضعاف النفوس ممن لا يريد الخير للكويت وأهلها، نحن نعلم أن الاختلاف ظاهرة صحية وأمر طبيعي مادام لم يتجاوز هدفه المنشود، ولم ينحرف عن مساره، فنحن نتفق ونختلف على أمور كثيرة، ونجتمع كلنا على مصلحة الوطن، وليس ثمة مجموعة في هذا الأفق الواسع إلا وبينها اختلاف، ومع ذلك يجب ألا يغيب عن ذهننا أن للاختلاف ثقافة يجب أن نفهمها ونسير على ضوئها وننتهجها، وعلينا أيضا ألا نتجاوزها بأي حال من الأحوال فلنختلف ولكن اختلافا يصب في مصلحة الكويت.
كما أنه لا بد مما ليس منه بد، فليتنازل هذا الطرف ويتنازل الطرف الآخر ثم تسير الأمور في الاتجاه الصحيح، فنحن لا نريد ولا نتمنى أن تكون هناك أزمة بين الحكومة ومجلس الأمة، فقد مللنا المشاكل والأزمات ورأينا كيف كانت نتائجها سلبية على الوطن والمواطن، لذلك نريد للحكومة ومجلس الأمة أن يتفقا، ونود لو طوينا صفحة الماضي بكل ما فيها من مشاكل وفتحنا صفحة جديدة عنوانها التعاون والتفاهم والنهوض في الكويت.
لذا لا بد من المرونة في التعامل بين مجلس الأمة والحكومة كي تسير الأمور في الاتجاه الصحيح، ولا بد أيضا من الأخذ والرد وأن تحمل الحكومة شيئا ويحمل مجلس الأمة شيئا، لنتخطى الصعوبات ونحقق أهدافنا التي ننادي بها، فالكويت تستحق منا الكثير، ولا بد من الإصلاح والمرونة في حل مشاكلنا وصولا إلى اتفاق يسير بسفينة الكويت نحو الخير والأمن والأمان، ويكفينا ما قاله صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، حفظه الله ورعاه، من أن المواطن هو الشغل الشاغل للقيادة العليا فعلينا أن نرد التحية بأحسن منها. ودمتم سالمين.
