ينبغي أن نوضح أن كتباً حديثة نسبت شمر إلى الحاكم ” شمر يرعش” و في الحقيقة لم يرد عمن تحدثوا عن نسب شمر من القدامى أن نسبوها إلى آخر غير بن عبد جذيمة ، و عن شمر يرعش يقول وهب بن منبه عن ابن عباس أنه : ” لما ولي الملك ناشر النعم، وإنما سمي (ناشر النعم) أي محي النعم لما أحيا ملك حمير بعد أربعين عاماً أيام سليمان بن داود عليهما السلام، وناشر النعم هو مالك بن يعفر بن عمرو بن حمير بن السياب بن عمرو بن زيد بن يعفر بن سكسك بن وائل بن حمير بن سبأ. قال أبو محمد: لما ولي ناشر النعم الملك جمع حمير وقبائل قحطان وخرج بالجيوش إلى ما حوى آباؤه و التبابعة العظماء فوطئ موطئاً من الأرض عظيماً واشتد سلطانه فخرج إلى المغرب حتى بلغ إلى البحر المحيط فأمر ابنه شمر وهو شمر يرعش بن ناشر النعم، وإنما سمي يرعش لأنه مسه ارتعاش من شرب الخمر. وقال الأيلي: كان يسمى شمر يرعش، والشمر: البوار في لغة حمير، أن يركب البحر المحيط ” .
من خلال النص السابق يتضح أن شمر يرعش يعود نسبه إلى قحطان مباشرة بحيث يكون اسمه : شمر يرعش بن مالك بن يعفر بن عمرو بن حمير بن السياب بن عمرو بن زيد بن يعفر بن سكسك بن وائل بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يَعرُب بن قحطان ، وأنه تولى مهام الفتوحات في عهد والده ومن ثم حكم ، و إذا استكملنا سيرته سوف نجد أنها سيرة مليئة بالأحداث العظيمة ، و هي تبعث على الفخر و الاعتزاز لمن ينتسب إلى هذه الشخصية ، إلا أنه وكما أسلفنا بأن من ذكروا الاسم ” شمر” من الأوائل نسبوه إلى الجد “طيء” و أنه بطن من بطونها كدلالة على كثرة عدد الشمريين في الفترات القديمة ، و مع الأسف أخذ البعض ينسب القبيلة إلى شمر يرعش لا إلى عبد جذيمة ، و كأن كتب ” نسب معد واليمن الكبير ” و ” الاشتقاق ” و ” اللباب في تهذيب الأنساب ” لم تتطرق إلى شمر بن عبد جذيمة ، و هذا الخطأ سبب خلطاً بين الانتساب إلى طيء مباشرة و إلى قحطان مباشرة و لا ننكر أن طيء تنتسب إلى قحطان ، و لكن هنالك اختلافاً واضحاً وبيناً في التسلسل الَنسبي .
خالد طعمة
