يعرف علم الآثار بأنه العلم المختص بدراسة مخلفات الإنسان المادية ، لقد كانت في شبه الجزيرة العربية جهود آثارية فردية و أخرى جماعية حاولت الكشف عن آثار المنطقة ودراسة تاريخها القديم ، لعل أولها تلك التي كانت في نهايات القرن التاسع عشر الميلادي عندما قام ديوراند بفتح إحدى المقابر على هيئة تل في البحرين وبعده تيودور بنت الذي كشف بعض المقابر الواقعة على مقربة من واحة عالي في البحرين ، ثم أتى بعدهم القرن العشرين الميجور بريدو الذي فتح 67 تلا من تلال البحرين ، و الكابتن شكسبير في منطقة ثاج عندما اكتشف لوحتين تحملان كتابة بالخط المسماري ، و كورنوول الذي وجد لوحة قرب القطيف ، كما اكتشف جيزمان أطلال جبل سلوى في قطر .
أما عندنا في الكويت يروي لنا لنا المؤرخ محمد النبهاني صاحب التحفة عن أول اكتشاف للآثار في الكويت و قال :
” عثر الشيخ سالم الحمود الصباح في (جزيرة فيلكا) عام (1360هـ 1941م ) عندما كان يشق أساساً للبناء في الجهة الجنوبية الشرقية من قرية الزور على مسافة نحو (700) متراً. عثر على (صخرة أثرية ) قديمة جداً. مكتوب على تلك الصخرة كتابة مقدونية قديمة وبعد الفحص الشديد من علماء (دار الآثار) في لندن حلت كتابتها . وعلم بأنه يرجع تاريخ الكتابة إلى ماقبل الهجرة والميلاد بنحو (1026ق هـ 404 ق م ) . كمـا وأن المحققين رجحوا بأن وجود ذلك الشخص الذي كتب تلك الصخرة كـان موجوداً قبل المسيح بأكثر من قرن ” ويلخص النبهاني ماقاله علماء دار الآثار في بريطانية ” أن هذا الشخص الكاتب للصخرة هو رجل من أهل (أثينا) عاصمة اليونان. قدم إلى الكويت قاصداً هذه الجزيرة فأصابه طوفان في عرض البحر كاد أن يغرق هو ومن معه . فلما نجوا كتب تلـــك (الحجرة) إجلالا إلى (إله البحر) (*المزعوم) الذي نجاه من الغـــرق . وقدمها إلى المأثر الموجود في جزيرة فيلكا. لأن تلك الجزيرة هـي مقدسة عند القدماء منهم ومن غيرهم . كما علم ذلك من عدة مباحث ذكرها المؤرخون .وكان السواح يقصدونها من أقصى البلدان . لعلمهم بأن إلـه البحر مقره في هذه الجزيرة .”
لقد كان اكتشاف هذا الحجر بداية الطريق بالنسبة إلى علم الآثار في الكويت.
خالد طعمة
