المغني في التراث زاوية نطل من خلالها على تراث الآباء والجدود في الماضي في شهر رمضان المبارك. وقد جاء اسمها تيمنا بالباحث الشعبي الفلكلوري الدكتور عادل العبدالمغني.
حلقتنا لهذا اليوم تسلط الضوء على ظاهرة القرقيعان.
أكد الباحث الدكتور عادل العبدالمغني أن لكل مجتمع عاداته وتقاليده، ومن العادات الرمضانية الشعبية في مجتمعنا الكويتي عادة القرقيعان، وقد استمرت إلى يومنا هذا. والقرقيعان مناسبة جميلة ينتظرها الصبيان والبنات على حد سواء، ويعدون لها الأيام، وتكون في ليلة الرابع عشر والخامس عشر والسادس عشر من شهر رمضان.
أهازيج الصبيان
وأوضح العبدالمغني أن الصبيان قديما كانوا يطوفون البيوت بقيادة قائد مجموعتهم الذي اختاروه بالاجماع متنكرين بملابس غريبة مع وضع اللحى والشوارب مرددين:
سلّم ولدهم يالله
خلّه لامه يالله
فتخرج ربة المنزل لتقدم لقائد المجموعة صحنا مملوءا بالقرقيعان تضعه في الكيس الكبير فيفرح الصبيان ويرددون: عساكم تعودونه كل سنة وتصومونه.
ويستمر الصبية في الطواف على المنازل حتى يمتلئ الكيس عندها يقوم قائد المجموعة بتوزيع القرقيعان على أفراد المجموعة بالتساوي.
أهازيج البنات
أما أهازيج البنات فتختلف عن أهازيج الصبيان، حيث تحمل كل بنت كيسا من القماش في رقبتها، ويخرجن في مجموعات يطفن حول البيوت ويكون نصيب كل واحدة منهن مقدار ملء كف اليد. أما أهازيجهن فيرددنها جماعة:
قرقيعان وقرقيعان
بين اقصير ورميضان
عادت عليكم صيام
كل سنة وكل عام
يا الله يسلم ولدهم
ياالله يخله لأمه
عسى البقعه ما تخمه
ولا توازي على أمه
مظهر ترف
وأكد العبدالمغني أن القرقيعان اليوم بات ظاهرة من مظاهر الترف الاجتماعي، حيث يوضع القرقيعان داخل سلال وصحون فخمة وتغليف فاخر، وتحول إلى ترف وتباه، وكل أسرة تقدم الأفخم بين أقرانها. وهناك محلات تخصصت بتغليف القرقيعان وفق الطلب.