فرضت الإنتاجات الفرنسية وجودها على منصة نتفليكس، وأصبحت نداً قوياً لنظيرتها الأميركية، لا سيما أعمال الأكشن، وعلى مدار السنوات القليلة الماضية، تلقى عشاق أفلام الحركة جرعة قوية ومكثفة من الأعمال الفرنسية المميزة، من بينها فيلم Athena، والذي صنّف بأنه أحد أفضل الأفلام لعام 2022، وأيضاً Sentinelle من بطولة أولغا كوريلينكو، وفيلم Lost Bullet وغيرها من الأعمال المميزة، فضلاً عن الدراما، ولعل أبرزها مسلسل Lupin للنجم العالمي عمر سي، لذلك لم يكن مستغرباً أن ينجح فيلم الدراما الجريمة الفرنسي الجديد AKA في تصدر قوائم الأعلى مشاهدة في الكويت، والعديد من الدول حول العالم، وهو من بطولة نجم الأكشن الصاعد بقوة ألبان لينوار.
تدور أحداث الفيلم حول عميل سري للقوات الخاصة الفرنسية اسمه «آدم فرانكو»، ويجسده الممثل ألبان لينوار، يتم تكليفه بعملية اغتيال الشاب المسلم «مختار الطيب» (يلعب دوره كيفن لين) بذريعة أنه حاول تفجير فندق في باريس.
ويتسلل العميل السري إلى إحدى العصابات التي تتعاون مع الطيب باعتباره «آدم فرانكو»، وهي شخصيته الحقيقية في الفيلم، ويتم تقديمه للعمل في الحراسة الشخصية لدى رئيس العصابة الذي يكلفه بحراسة ابنه الصغير ذي السنوات الست.
ويقترب العميل من هدفه الرئيسي وهو مختار الطيب، لكن صراعات العصابات تؤدي إلى اختطاف الطفل، فيقرر العميل تحريره من خاطفيه عبر معركة شرسة، ثم يواجه مختار الطيب، ليكتشف حقيقة المؤامرة التي تبدأ بالوزير الفرنسي وتنتهي به، فيفضح العملية في الصحف بعد قتل الطيب من قبل قوات العمليات الخاصة الفرنسية.
يكشف الفيلم الإدانة العمياء لكل ما هو عربي ومسلم ووصم الإرهاب الذي اصبح كلمة السر للمرور عبر الأبواب المغلقة بطريقة غير مشروعة، ويبدو ان مسألة توريط الابرياء وإدانتهم بغير وجه حق لتحقيق مكاسب سياسية امر قد مس ضمير صناع السينما الفرنسية ليعبر AKA عن تلك القضية من خلال حبكة سينمائية لم تخل من التشويق والإثارة.
أدق التفاصيل
على مستوى الأداء التمثيلي، خاض ألبان لينوار بأدق التفاصيل، فشخصية آدم فرانكو تحمل فيضاً من التناقضات، بدءاً من العمل بهويات متعددة وجوازات سفر مختلفة، وبأسلوب بارد وصارم في تلقي الأوامر وتنفيذها، إلا أن الشيء الوحيد الذي لم يتم تدريبه عليه للقيام به هو طرح الأسئلة أو الإسهاب في الاستفسار عن المهمات التي توكل إليه، ولكنه يجد نفسه – فرانكو- مضطراً للخروج عن صمته في قضية مختار الطيب الذي كان حليفاً في يوم من الأيام لفرنسا ولكنه اصبح بين عشية وضحاها موصوما بالارهاب، ليبدأ رحلة اكتشاف الحقيقة مع اول سؤال لرئيسه.. منذ متى وأنت تطلب القيام بعمليات اغتيال داخل فرنسا؟
ورغم ان الفيلم ذو طابع اكشن ويحول بعدا سياسيا غير انه لم يخل من الحس الانساني الذي تجلى في موقفين يتعرض لهما بطله فرانكو؛ في المرة الأولى، حين يقرر تحرير ابن زعيم العصابة من خاطفيه المنافسين لوالده رغم أن ذلك الزعيم هو أحد أهدافه من العملية، وفي المرة الثانية حين يقرر الانحياز للشاب «مختار الطيب» الذي غدر به حليفه الفرنسي، ودعاه للقدوم إلى باريس، ليقتله ويلصق به تهمة الإرهاب، وهنا ينقذ فرانكو ابنة مختار الطيب الذي يسقط صريعا برصاص القوات الخاصة بعد ان يفضح المؤامرة التي حيكت ضده.
رؤية المخرج
إخراجياً، لم يبتعد مؤلف ومخرج الفيلم مورغان س. داليبرت عن القوالب التقليدية لأعمال الأكشن الأميركية، ولكنه استطاع أن يقدم رؤيته الخاصة في التعامل مع التفاصيل الدقيقة للعمل والأبعاد النفسية والإنسانية للشخصيات، وأبقى على عنصري التشويق والإثارة طوال الساعتين تقريباً، وفي وقت قد يعتقد المشاهد أنه أمام مطاردة بين عميل مخابرات وأحد المتطرفين للإيقاع به تتكشّف الحقائق فجأة، تلك الخدعة التي اشتغل عليها كاتب الفيلم ومؤلفه منذ البداية، وأيضاً لم يغفل أن يلقي الضوء على جوانب عدة في شخصية بطل الفيلم فرانكو، فالجمهور لم يصطدم بتحول في شخصية فرانكو، ولكن الكاتب مهّد لذلك الأمر، عبر مواقف درامية عدة، خصوصاً في علاقة فرانكو ونجل زعيم العصابة.
فريق العمل
AKA فيلم فرنسي، مخرجه ومؤلفه مورغان س. داليبرت، وأبطاله ألبان لينوار وإريك كانتونا وتيبو دي مونتاليمبيرت.
ويتناول الفيلم قصة عميل خاص قوي تتعرّض أخلاقه للاختبار عندما يتسلل بين مجرمين.
