كشفت استشاري الأمراض الباطنية والجهاز الهضمي والكبد الدكتورة وفاء الحشاش أن «هناك ارتباطا بين أمراض الجهاز الهضمي والعقم وقلة الخصوبة لدى الجنسين»، مبينة أن «هناك دراسات أجرتها منظمة الصحة العالمية في أبريل عام 2023 في هذا المجال تؤكد هذا الارتباط».
وأوضحت أن «علاج هذه الأمراض المتعلقة بالجهاز الهضمي قد يفتح باب أمل جديدا، خصوصا للأشخاص الذين يعانون من أسباب غير معروفة للعقم، وقلة الخصوبة».
وأضافت أن «من ضمن هذه الأمراض التي تساهم في انخفاض الخصوبة التهاب القولون التقرحي، ومرض الكرون، والسيلياك، وجرثومة المعدة، وأمراض الكبد، وحتى إتباع حمية غذائية خاطئة».
وقالت الحشاش إن «العقم يصيب 1من كل 6 أشخاص حول العالم، وعليه فإن عدد المصابين بالعقم داخل الكويت من الجنسين نحو 730 ألف شخص من تعداد سكان البلاد 4.4 ملايين نسمة، أما العدد خليجيا فقد يصل إلى 9.5 ملايين نسمة من عدد السكان البالغ 57 مليون نسمة».
وأكدت أن «من الأمراض التي تسبب انخفاضا في الخصوبة هي جرثومة المعدة، بسبب إنتاج الجذور الحرة أي (الفري راديكال)، وهي عبارة عن الكترونات منفردة قادرة على الوجود المستقل تدور حول غلاف الذرة، مسببة تلف الخلايا، وتحطم البروتين، ومهاجمة الحمض النووي»، موضحة أن «نسبة الإصابة بها عالميا تصل إلى 50 في المئة».
وأشارت إلى أن «المرض الثاني المسبب لحالات العقم هو مرض الكرون والالتهاب التقرحي المزمن وكلاهما مرض مناعي يصيب الجهاز الهضمي بالالتهابات، ويسبب نقصا في الفيتامينات والمعادن المهمة، ونقص التغذية بسبب سوء الهضم و الامتصاص، بالإضافة إلى وجود الالتهاب النشط و دوره في إفراز الجزور الحرة، وانسداد أنبوب المبيض (فالوب) للمرأة».
وذكرت أن «المرض الثالث هو السيلياك، وهو يؤدي إلى قلة الخصوبة عند المرأة بنسبة 4 الى 8 في المئة، وذلك بسبب نقص حمض الفوليك، والزنك، السيلينيوم مما يؤدي إلى ضعف هرمونات الخصوبة (LH & FSH)، ضعف تكاثر الأنسجة للجنين، بالإضافة إلى زيادة الأمعاء المتسربة مما يؤدي إلى مرور السموم الداخلية البكتيرية من تجويف الأمعاء إلى الدورة الدموية، أما بالنسبة للرجل فهو يؤدي إلى نقص حمض الفوليك، فيتامين A، فيتامين E مما يؤدي إلى ضعف تكوين الحيوانات المنوية ومقاومة الأندروجين”.
ونوهت الحشاش إلى أن «المرض الرابع المؤدي إلى انخفاض الخصوبة هو مرض الكبد و يوجد نحو 30 إلى 70 في المئة من النساء المصابين بتليف الكبد لديهم انقطاع في الدورة الشهرية. فمرض الكبد يؤدي إلى تغيير التمثيل الغذائي للهرمونات الجنسية مما يؤدي إلى انقطاع الطمث لدى النساء ويؤدي إلى انخفاض هرمون التيستيرون (هرمون الذكورة) وقصور في الغدد التناسلية».
وتابعت أن «المرض الخامس هو السمنة، وذلك بسبب الإجهاد التأكسدي الذي يقلل من إنتاج الهرمونات، ويقلل انغراس الجنين في الرحم، وتغيير التمثيل الغذائي للهرمونات الجنسية، خاصة أن نسبة كبيرة منهن يكون لديهن تدهن في الكبد، زيادة شحم الصفن مما يؤدي إلى زيادة الحرارة وضعف تكوين الحيوانات المنوية».
وشددت على أن «المرض السادس المؤدي إلى انخفاض نسبة الخصوبة هو إتباع الحمية الغذائية الخاطئة، والتي من ضمنها تناول الماء البارد وتناول الأطعمة الغنية بالدهون والتي تسبب تقليل حركة وعدد وقلة جودة الحيوانات المنوية لدى الرجل».
