ذكرت مجلة ميد أنه يتم الآن إحراز تقدم سريع في تطهير الصحراء الكويتية من التلوث النفطي في أعقاب حرب الخليج، حيث ان شركة نفط الكويت واثقة من نجاح برنامج الإصلاح البيئي الكويتي وفقا لما قاله مثنى المؤمن، قائد فريق مشاريع المعالجة في الشركة.
ويعتبر مشروع المعالجة البيئية أكبر مشروع من نوعه في العالم وقد وضعته لجنة التعويضات التابعة للأمم المتحدة لتمكين الكويت من معالجة الضرر البيئي الناتج عن حرب الخليج 1990-1991.
وقالت المجلة انه بعد أكثر من 30 عاما من إنشاء لجنة الأمم المتحدة لضمان التعويضات للكويت أعلنت اللجنة في فبراير 2022 أنها قد استوفت مطالبتها النهائية، والتي بلغت قيمتها الإجمالية 52.4 مليار دولار.
من المفهوم أنه يجري إنفاق نحو 3.5 مليارات دولار من أموال التعويضات، لتنظيف الأضرار الناجمة عن الانسكابات النفطية المرتبطة بالحرب.
وهناك ما يقرب من 114 كيلومترا مربعا من سطح الصحراء الكويتية قد تلوث بسبب حرق ما يقرب من 700 بئر نفطية، والتي أضرمت فيها النيران قبل انسحاب القوات العراقية نتيجة عملية عاصفة الصحراء التي قادتها الولايات المتحدة في عام 1991.
وقد استمر اشتعال النيران قرابة 10 أشهر وغيمت سماء الخليج بظلال من السواد ارتفعت نحو 22 الف قدم، ما خلق دمارا بيئيا واسع النطاق على الأرض والجو.
وقالت المجلة ان بحيرات النفط الرطب والجاف والخنادق المملوءة بالنفط الخام تشكلت عن طريق التصريف والتدفق من رؤوس الآبار التالفة.
ويشكل بعض هذه التجمعات تحديا أكثر تعقيدا للتنظيف نظرا لوقوعها بالقرب من طبقات المياه الجوفية أو احتوائها على ذخائر غير منفجرة.
وقد توقف تنفيذ مشروع تنظيف كل النفط الخام المتسرب نتيجة الحرب لعدة عقود بسبب التحديات الفريدة التي يتسم بها المشروع، ولكن السنوات الأخيرة شهدت زيادة ملحوظة في النشاط مع المناقصات وترسيات العقود الرئيسية.
وتم منح خمسة عقود في عام 2021 بقيمة 949 مليون دولار، ومن المتوقع أن يتم الانتهاء منها إما في أواخر عام 2025 أو أوائل عام 2026.
وتشمل هذه العقود مواقع تلوث في شمال الكويت والصابرية والروضتين وجنوب الكويت في منطقة حقل برقان الكبير.
وحتى تاريخ 16 يونيو الجاري تم حفر 5 ملايين طن من التربة بينما تتم حاليا معالجة 2.3 مليون طن من التربة، كما تمت معالجة 432 ألف طن بنجاح، وفقا لشركة نفط الكويت.
تشمل الاجراءات المعالجة الحيوية، التي تستخدم البكتيريا لتفكيك الزيت، والغسيل الميكانيكي للتربة، والذي يستخدم آلات لفصل الزيت عن التربة.
وقال المؤمن انه نظرا لضخامة المهمة المطروحة، فقد تولى عدد قليل جدا من شركات الاستصلاح البيئي مثل هذه الكميات الكبيرة خلال مثل هذا الوقت المحدود، ولكن بشكل عام، قدم المقاولون خططا قوية تثق الشركة بإمكانية تحقيقها.
