مما لا شك فيه أن الاقتصاد القوي يضع للدولة قيمة سياسية رفيعة المستوى، وعندما يكون الاقتصاد ضعيفا ستكون الدولة مجرد تكملة عدد في سلم الأهمية بالنسبة للسياسة الدولية.
والكويت تعتمد ومنذ زمن بعيد على النفط كداعم رئيسي للاقتصاد، وبعد الثورة الاقتصادية النفطية ظهر الصندوق السيادي الكويتي العملاق وتفرعت منه صناديق سيادية أخرى، ثم ارتبطت هذه الصناديق بعملات أجنبية وأصول لا تعد ولا تحصى، وهذا شيء جميل جدا عند ربطه بالثوابت العالمية أو بمعنى أصح الاستقرار السياسي مثل السلام العالمي وانسيابية تدفق البضائع حول العالم وتنظيم أسعار برميل النفط صعودا ونزولا وغير ذلك من الأمور المرتبطة بدعم الاستقرار العالمي.
أما المتغيرات وهي الأشد خطرا على اقتصاد العالمي فهي حالة التقدم العلمي والتي قد تلغي اقتصاد النفط والكهرباء والذرة، والدليل على هذا الاحتمال المرعب على الاقتصاد الحالي هو أن النفط ألغى دور الفحم الحجري، والطاقة الشمسية ألغت إلى حد ما دور المولدات الكهربائية المتنقلة، وأيضا جاءت بطاريات الليثيوم لتلغي الاعتماد على البنزين والديزل كوقود للسيارات.
وهناك تقدم علمي قوي وسينتهي بتغيير جذري لنمط توليد الكهرباء الحالي.
وأخيرا في يوم ما بالمستقبل ستتغير الثوابت التي نراها اليوم وسيكون لهذا التغيير آثار سلبية على مصادر الطاقة المعمول بها حاليا، وهذا يعني أن النفط لن تكون له أي أهمية اقتصادية كما هو الحال الآن.
لذلك علينا أن نستعد من الآن لدعم الصناعات المحلية، وفي المقابل أخشى أن يعترض الوكيل المحلي على المصلحة المستقبلية للدولة.
أهنئكم أجمل تهنئة بعيد الأضحى المبارك.
وعيدكم مبارك وكل عام وأنتم بخير، وأسأل الله أن يعيده علينا وعليكم بالخير والفرح والسرور والعفو والمعافاة.
