باتت سلحفاة الفرات الطرية، المعروفة محلياً في العراق باسم “الرفش”، تواجه خطر الانقراض، بسبب التغير المناخي وقطع تركيا وإيران للروافد المائية عن نهري دجلة والفرات.
وقال الناشط البيئي العراقي، أحمد صالح نعمة لـ”24″ إن نقص المياه في دجلة والفرات أدى لارتفاع الملوحة ونقص الأكسجين، وهو ما تسبب بنفوق الملايين من “الرفش” ومليارات الأسماك في نهري دجلة والفرات.
وأرجع الناشط البيئي سبب نقص المياه في النهرين إلى تراجع الأمطار في السنوات الأخيرة بسبب التغير المناخي، والاستهلاك غير المدروس للمياه كالري بأساليب قديمة وعدم اتباع أساليب الرش والتنقيط، إضافة إلى بناء تركيا الكثير من السدود على مجرى النهرين وقطع إيران المياه عن معظم الروافد الموجودة في أراضيها والمغذية لنهر دجلة.
ولفت أحمد صالح نعمة إلى أن هذه الظاهرة لم تؤذ “الرفش” والأسماك فقط، بل طالت آثارها حيوانات أخرى كجاموس الماء الذي يربيه عراقيون لإنتاج الحليب على ضفاف النهرين، لكن نقص المياه دفعهم لبيع حيواناتهم بأثمان زهيدة إلى محال القصابة.
وفيما يتعلق بالحلول، يؤكد الناشط البيئي، حالياً ضرورة التوصل إلى اتفاقات مع تركيا لفتح جريان الروافد خصوصاً على نهر دجلة، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، قبل فصل الشتاء القادم، والتفاهم مع أنقرة خلال زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى بغداد في الأسابيع المقبلة على إطار واضح يضمن حق العراق في الحصول على كميات كافية من المياه.
والرفش، هو نوع من السلاحف تعيش في نهري دجلة والفرات في العراق وسوريا وتركيا، لكن نقص المياه وظروف أخرى جعلت هذه النوع من الحيوانات على القائمة الحمراء للحيوانات المهددة بالإنقراض.
منذ 2003، يواجه العراق تراجعاً في منسوب المياه عبر نهري دجلة والفرات، وتلقي بغداد باللائمة على السياسات المائية التي تعتمدها تركيا وإيران بتخفيض نسب الإطلاق وتغيير مسارات الروافد وإقامة السدود العملاقة عليها.
وكان المجلس الوزاري للأمن الوطني العراقي برئاسة رئيس المجلس محمد شياع السوداني دعا إلى فتح حوار مع تركيا فيما يخص ملف المياه، نتيجة قلة التدفقات المائية القادمة من هناك.
ويعد سد اليسو التركي، أحد أكبر السدود التي بنتها أنقرة على نهر دجلة قرب الحدود العراقية، بسعة تتجاوز 10 مليارات متر مكعب.
كما بنت تركيا سد الجزرة، قرب الحدود السورية، بحجم خزان كلي يبلغ 1,2 مليون متر مكعب.
