يبلغ نصف سكان العالم من العمر ثلاثين عاما أو أقل، ومن المتوقع أن تصل هذه النسبة إلى 57% بحلول نهاية عام 2030. ويعرف الشباب حسب الأمم المتحدة، أنهم الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاما وهم أطفال الأمس وعماد الحاضر وقوة المستقبل، فهم يملكون طاقات وإبداعات متعددة ويستطيعون تقديم الأفضل للمجتمع الذي يعيشون فيه من خلال تعاونهم مع بعضهم البعض لرقي المجتمع ولحث الآخرين على المشاركة الفعالة في تقدم الوطن وتطوره.
إن الشباب هم البراعم الربيعية لشجرة المجتمع وهم البذور المخفية والنوى التي تحملها الثمار، فإذا تم زرعها بعناية فإنها تثمر أفضل الثمرات، لهذا فإن الشباب يجب إعدادهم بعناية والاهتمام بصحتهم وتوفير كل الوسائل التي يمكنهم الاعتماد عليها لتحقيق التنمية المستدامة لمجتمعاتهم.
وقد بدأ العالم في الانتقال إلى الاقتصاد الأخضر لتحويل العالم إلى عالم مستدام بيئيا ومناخيا للاستجابة لأزمة المناخ العالمية ولتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا بتنمية مهارات المواطنين وخاصة الشباب منهم، لتتماشى مع ذلك بالمعرفة والقدرات والقيم والمواقف اللازمة للعيش في مجتمع مستدام وفعال من حيث موارده ودعمه وتطويره.
ومن المتوقع أن يخلق الاقتصاد الأخضر حوالي 8.4 ملايين وظيفة للشباب بحلول عام 2030، لذلك فإن الشباب بحاجة إلى تنمية مهاراتهم المناسبة والتأقلم مع هذه البيئة المتغيرة، وقد تم تحديد اليوم الثاني عشر من أغسطس ليكون يوما دوليا للشباب لتعزيز مكانة الشباب في المجتمعات وتم اختيار الشعار ليكون «المهارات الخضراء للشباب».
ويجب الحفاظ على الشباب من الوقوع في أي آفات قد تؤثر على سلامة عقولهم وصحتهم كالمخدرات والمشروبات الكحولية والتدخين بكل أنواعه وتوعيتهم بالتغذية الصحية وضرورة ممارسة النشاط البدني بانتظام للحفاظ على صحة أبدانهم وقلوبهم والقضاء على الضغوط النفسية التي قد تواجههم في الحياة.
ولا ننسى أهمية الأسرة والمجتمع في الاستماع إلى أبنائهم وحل مشاكلهم التي تواجههم سواء في حياتهم العلمية أو العملية أو المجتمعية لإنشاء جيل صحي خال من أي أمراض سواء كانت عضوية أو نفسية.
وقد قال الشاعر:
إذا أنا أكبرت الشباب
فإن الشباب أبو المعجزات
حصون البلاد وأسوارها
إذا نام حراسها والحماة
