قمنا بواجب المباركة لإحدى الصديقات بمناسبة زواج ابنتها، حيث زرنا شقة العروس في إحدى العمارات بالجانب التجاري من منطقة سكنية، وعند وصولنا حاولنا جاهدين الحصول على موقف حيث لا مواقف خاصة بالسكان فكيف يتوافر مواقف للزوار؟! وعند دخولنا عش الزوجية الذي يكلفها إيجارا شهريا 500 دينار، إذ بعش الزوجية يحمل كثيرا من صفات عش الطيور، فالكثير من الشقق المتراصة فارغة كعشوش مهجورة، مع مدخل ضيق كما يجعل الطير مدخل عشه ضيقا جدا حتى لا يسمح لطائر غيره بالمرور. وعند الدخول تلمح شباكا صغيرا لا أعلم إن كانت تمر أشعة الشمس خلاله وغرفا من صغر حجمها لا يمكن وضع قطع أثاث كاملة فإن وضعت السرير فلن تستطيع وضع دولاب، عجبا كيف تمكنوا من إدخال الثلاجة أو غسالة من تلك الأبواب الصغيرة، حتى الحلول الذكية للفرش والأثاث لا تسعفهم!
أستغرب، هل اعتمدت الجهات المعنية وحصل المالك على رخصة البناء بهذه المواصفات؟ هل تم إيصال الكهرباء لمثل هذه البنايات وشققها بهذا الشكل؟ هل تختزل عملية الإشراف والرقابة فقط على المخطط وبدء الإنشاء؟ أم إن المالك يقوم بموجة من التعديلات ليس لها أول من آخر على المخطط بعد الحصول على أذونات البناء والتراخيص؟ هل يحاول المالك استرداد كلفة البناء الباهظة وتعويض فترة البناء الطويلة وما يصحبها من طرق البناء القديمة من حفر أساسات والحاجة لأعداد كبيرة من عمال وكميات حديد وخرسانة.
إن تصاميم البناء الاقتصادية لا تكون على حساب سعة المكان والممرات وحجم النوافذ وصعوبة الحركة.
هناك الكثير من الطرق المبتكرة وأساليب البناء الحديثة بعيدا عن طرق البناء التقليدية إذا تم السماح بها من قبل وزارات الدولة والإدارات والهيئات المعنية بما يلائم طبيعة الكويت سواء في السكني او التجاري فسترفع معدلات الجودة وتوفر وقتا وتخفض تكلفة، مما يقلل الفجوة بين العرض والطلب والقيمة الإيجارية والمساحة والمواصفات، بالإضافة إلى تحقيقها الاستدامة إلى جانب الأثر الإيجابي على أعداد طالبي السكن وأعداد عمال البناء وتقليل الهدر والحفاظ على الموارد وتقليل الكلفة على الجميع.
قد يظن البعض أن هذه الطرق المبتكرة تستخدم منذ خمس سنوات أو أقل، لكن الحقيقة أن هذه الطرق تستخدم منذ التسعينيات في كثير من دول العالم.
