فوجئنا مؤخرا بتصريحات وتوجهات من بعض قيادات إحدى الدول الأوروبية الصديقة تزامنا مع محاولة استكمال كل متطلبات انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، تسببت في كثير من اللغط والسخط من جانب المسافرين إلى هذا البلد من الدول العربية عموما والخليجية على وجه الخصوص. فبعد الدعم العربي الشامل، ومن دول مجلس التعاون خاصة لهذه الدولة في مواجهة حرب عرقية طاحنة امتدت لأعوام طويلة، وهو ما أسهم في وقف هذه الحرب، جنبا إلى جنب مع الجهود الدولية في هذا الشأن، وصولا إلى المشاركة في تحقيق الإعمار بعد الدمار، والسلام بعد الفتنة، والاستقرار بعد الانهيار، كانت القرارات التي أثرت سلبا على حركة المسافرين إلى هناك طلبا للسياحة والاستجمام والعلاج.
كانت البداية المؤلمة مع دول خليجية معروف دورها بدعمها للإعمار بعد الدمار، ببدء تطبيق نظام تأشيرة «شنغن» على مواطني هذه الدول بشكل غير مرغوب فيه، لاسيما بعد دورها في كثير من المشاريع العقارية والتجارية التي تمثل شريانا حيويا بالبنية التحتية في هذه الدولة الصديقة للخارطة العربية. ثم أثر بمعنويات الأفراد والجماعات المتواصلة معها ما شهدته من مضايقات إدارية ومالية رسمية وغير رسمية، لعل أشدها عبثا دور سفارات هذا البلد في تلك الدول الخليجية تحديدا عند طلب استقدام عمالة منزلية تصاحب مصطافيها كالسابق، حيث يتم تعطيل الموافقة التي تصدر من سفاراتها من أسبوع إلى ثلاثة أو أربعة أشهر، وذلك بحجة إجراءات رسمية تشل تحرك الأسر بموسم السياحة الصيفية.
كما تمادت تلك الدولة برفع أسعار أراضيها وعقاراتها أمام هذه الشريحة العربية المحبة لها في العسر واليسر، لتكون بذلك تطبيقا للمثل العربي المذكور بعنوان المقال والذي يعني نكران الجميل، وهو الأمر غير المقبول عموما وبشكل خاص هذه الأيام في ظل الظروف الراهنة عالميا، وفتنة العداوات التي تستشري بسهولة بين الدول في بقاع مختلفة من العالم. نرجو أن يتم تعديل هذه السلبيات والعودة عنها لتدوم الصحبة بين الأصدقاء، وتطبيقا لمبدأ «رد الجميل بمثله».
