قبل عدة سنوات نشر المؤلف محمد فالح الضبعان في كتابه (حائل في عيون الرحالة) في الصفحة رقم (١٤٧) تحت عنوان ( أخطاء تاريخية) أن صورة محمد عبدالله الرشيد ( المرفقة في مقالنا ) تعود إلى محمد عبدالله العروج شيخ تدمر ولا تعود إلى الأول بحجة أن المؤلف إبراهيم الخالدي قد نشرها في كتابه ( المصور البدوي) ونسبها إلى الرشيد قم اعتذر في برنامجه التلفزيوني ( تصاوير) وأعادها للعروج ، وبين الضبعان أن تشابها في أسماء الرشيد والعرجان قد يكون السبب في ذلك لكون الأخير رافق الليدي آن بلنت في رحلتها ، وبعد بحث قمت به قبل سنوات حول الصورة كي أنشرها و أنسبها إلى الرشيد في كتابي ( القول المُعتبر في تاريخ قبيلة شمر) عام ٢٠١٩ م ، ولم أتخذ هذا القرار إلا بعد الاستناد على الأدلة التي سوف أوضحها لكم.
ذكر الضبعان أن الصورة قد انتشرت من خلال المواقع الإلكترونية وأن من نشرها الخالدي في كتابه الأمر الذي أعطى انطباعاً للقراء بأن الخالدي كان أول من نشر الصورة وكأنه أخذها من تلك المواقع ، وهذا الأمر غير صحيح لأن كتاب ( المصور البدوي) نشرت طبعته الأولى عام ٢٠٠٤م ولم يكن أول كتب الخالدي التي نشرت الصورة بل سبقها في عام ٢٠٠٠ م عندما حقق كتاب عبدالله البسام ( تحفة المشتاق في أخبار نجد و الحجاز و العراق) ، وهذا الكتاب المذكور ليس أول كتاب تنشر به الصورة بل سبقه المؤلف سعود غانم الجمران العجمي رحمه الله في عام ١٩٩٧م عندما حقق ونشر كتاب (عرب الصحراء) لديكسون إذ قام بنشر الصورة ونسبها لمحمد عبدالله الرشيد وذكر مصدرها بأنه مجلة ألمانية دون أن يذكر اسمها ، وذكر أحد أبناء أسرة الرشيد أن الصورة تعود للرشيد وأن المجلة هي ( دير شبيغل) ، وحول موضوع الليدي بلنت أود أن أوضح أن رحلتها التي صدرت على كتاب كانت متضمنة رسومات لها بها للرشيد وبها للعروج ولكنها لم تلتقط صوراً في تلك الرحلة ولم تذكر الكتب الأجنبية أو المترجمة إلى العربية من التي تمكنت من الحصول عليها أن العروج هو صاحب الصورة كما لم تنشر الصورة محل الخلاف في كتبها بل نشرت أول الأمر في كتاب الجمران الذي أخذها من دير شبيغل الألمانية ، لذلك اقتضى أن نوضح ونبين ما حصل من لبس حول هذه الصورة.