كان من المفترض أن تجد قضية غزة الطريق لحلها، فالمسألة طالت، والأطفال والنساء والعجزة والضعفاء يعانون الأمرين، بينما الآلة الإسرائيلية تستهدف كل جسد متحرك على أرض غزة بغض النظر عن ظروف هذا الهدف، وكأن الإسرائيليين الصهاينة أصيبوا بلوثة أو هوسة، لا فرار منها إلا بأن يجدوا أهل غزة كلهم جثثا.
أقول هذا الكلام بينما العالم لايزال ينظر بعين الشفقة أحيانا وبعين التجاهل في أحايين أخرى، إلى تلك المأساة الإنسانية، وكأن من تصب عليهم وابل النيران الصهيونية، حجارة لا تتألم، فالمسألة قد ازدادت تعقيدا والشتاء قد حل ببرودة طقسه، بينما لاتزال الأسر الغزاوية المشردة إثر تهدم منازلها بفعل العدوان الصهيوني حائرة، وليس أمامها إلا النوم في العراء ومواجهة هذه الأجواء الطقسية الصعبة.
ومن اللافت أن العدوان الصهيوني يجد من يشجعه من دول أو أفراد أو مؤسسات عالمية، ما جعله أكثر شراسة وعدوانية ضد أفراد عزل، يتلقون الهجمات الجوية والصاروخية، بصبر وقلة حيلة.
ونعتقد أن الصهاينة كانوا يتحينون الفرصة وحينما توافرت لهم، أظهروا جنونهم في الفتك والقتل، لتنفيذ مشروعهم الصهيوني المزعوم، والقضاء على أهل غزة أو تهجيرهم، لتخلو لهم المساحة التي يتمكنون من استخدامها في بناء مستوطنات إسرائيلية جديدة، يسكنها إرهابيون صهاينة.
ومع ذلك فإن الأمل كبير في أن ينصر الله الشرفاء في فلسطين على التعنت الصهيوني، الذي تحول إلى حالة لا يمكن وصفها، بينما العالم ـ كما أسلفنا ـ في سبات وكأنه لا يرى القتل والتشريد والتنكيل، الذي يتعرض له أبرياء، لا ذنب لهم فيما يحدث.
وفي حقيقة الأمر فإنني أفخر بما تقوم به الكويت من مد الجسور الجوية لتوصيل الإغاثات الإنسانية، إلى أهلنا في فلسطين، وكذلك فإنني أحس بالغبطة وأنا أشاهد مساجد الكويت كلها، تدعو لنصرة الفلسطينيين وإزالة الكرب عنهم، وذلك خلال صلاة الجمعة.
كما أن الدول العربية والإسلامية وكذلك الكثير من دول العالم، ترى أن ما تقوم به إسرائيل هو عدوان سافر، وله أثر وخيم على مستقبل منطقة الشرق الأوسط، لما فيه من إسراف في استخدام الآلات الحربية في القتل، بشكل عشوائي.
إننا لا نملك خلال هذه الفترات العصيبة علينا إلا أن نتوجه بالدعاء كي يرفع الله عن أهلنا في غزة هذا البلاء ويرفع كربهم، ويحل عليهم الطمأنينة، وأن تنجح الدول العربية والصديقة في وقف دائم وفوري لتلك الحرب العبثية، غير المتكافئة وغير المنطقية، كي يعود الأطفال إلى بيوتهم، وتفتح المدارس والمستشفيات التي تهدم معظمها، ويعود الغزاويون إلى أعمالهم وممارسة حياتهم الطبيعية، من دون رعب يصيبهم مع كل طلعة جوية لطائرات عسكرية إسرائيلية.
اللهم احفظ الكويت وأميرها وارزقه الشفاء الذي لا يغادر سقما، واحفظ ولي عهده الأمين، وأهلها وكل مقيم على أرضها الطيبة.
