«نحن زائلون والكويت باقية» جملة رائعة مقرها القلب والوجدان أطلقها أميرنا الراحل أمير الإنسانية الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه وجعل الفردوس الأعلى مثواه. وقد جعلها لنا خالدة تالدة، وقوام هذه الجملة الوطنية الخالصة والانتماء الصافي، واعتبار الوطن ارضا وفرضا، ولا يكون ذلك بالأقوال ولكن بالأفعال، فكل كويتي مدين للكويت من رأسه حتى أخمص قدميه بل انه غارق بفضلها مخدوم من المهد الى اللحد، وهذا من فضل الله ومنته وإحسانه علينا، وهي نعمة كبرى تحتاج منا إلى الحمد والشكر لله تعالى الذي تفضل بها علينا.
ولا شك أن عماد الوطنية الحقة وسنامها وذروتها السمع والطاعة لولاة أمورنا وهذا ما نشأنا عليه وتعلمناه من آبائنا وأجدادنا، فطاعة ولاة أمورنا واجبة بنص القرآن الكريم حيث يقول المولى عز وجل في محكم كتابه (يأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) [النساء: 59]، والآية واضحة وضوح الشمس فقد قرن الله تعالى طاعة ولاة أمورنا بطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم. وقد فارقنا بالأمس القريب أمير مؤمن تقي ورع متواضع اعتبر نفسه واحدا منا له ما لنا وعليه ما علينا فحزنا على فراقه حزنا شديدا، ولكنه امر الله الذي لا راد له.
وقد تولى سدة الحكم صنوه وشقيقه ورفيق دربه الطويل صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، حفظه الله وسدد في طريق الخير خطاه، وهو الذي عاصر الكويت ماضيها وحاضرها وخدم وطنه بكل إخلاص، اما الدنيا فهي هكذا نفارق أحبتنا رغما عنا، وهي سنة الله في خلقه، واليوم نحن في عهد جديد سيكون بإذن الله عهد رخاء ونماء وأمن وأمان ونهضة على جميع الأصعدة، فلا قبيلة ولا حزب ولا مذاهب امام حب الكويت الجارف، فنحن من الكويت ولها، ولنكن عند حسن ظن ولاتنا صفا واحدا مثل البنيان المرصوص، ولنقل جميعا الكويت أولا وأخيرا فهي الباقية ونحن زائلون، ودمتم سالمين.
