(إنا الله وإنا إليه راجعون) مصابنا أليم، والفقيد عزيز على قلوب الجميع، رحم الله أميرنا سمو الشيخ نواف الأحمد وطيب الله ثراه وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة، لقد انطوت صفحة من التاريخ حملت بين كلماتها معاني شتى ودروسا وعبرا مخلدة تعلمنا الكثير من القيم والثوابت والرحمة الإنسانية والنهج القويم، رحل أمير التواضع ولكن ستبقى ذكراه طيبة الذكر والسيرة عامرة في كل بيت كويتي.
ولأننا شهدنا لـ «آل الصباح» بالصلاح، فإننا نبارك ونهنئ أنفسنا بأميرنا صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد، والذي عهدناه دائما مخلصا ومحبا للكويت وشعبها، دائما ما كان ينصح ويرشد ويوجه أبناءه الكويتيين إلى الخير، وتعكس كلماته في خطاباته التي يجب وصفها بـ «التاريخية» والتي ألقاها بالعديد من المناسبات والأحداث السياسية مقدار الحكمة التي أنعم الله بها عليه، فكلماته كانت دائما قارئة للمؤشرات المستقبلية، ودائما ما كانت تلقي الضوء على المشكلات، وترشد إلى الحل السليم.
ومنذ أكثر من عام كنت شديد الحرص على إعداد قراءة تحليلية لخطابات سموه، حفظه الله ورعاه، وذلك لاقتناعي الكامل بأن اتباع ما وجه إليه سموه في خطاباته يعد بمنزلة «سفينة النجاة» لإنقاذ الوطن من المشكلات التي بات الشعب يعاني منها، كما انها تعد مفتاحا للعديد من الأبواب والدروب والتي إذا اتبعناها لفاز الوطن.
ودائما ما كانت تحمل خطاباته التاريخية مؤشرات تحذيرية لممثلي السلطتين التنفيذية والتشريعية، حول ضرورة وجود تعاون حقيقي وصادق بينهما، وتجنب أي صراعات قد تؤدي إلى نتائج لا تحمد عقباها.
وبعد خطاب النطق السامي لصاحب السمو الأمير أثناء تأدية سموه لليمين الدستورية أمام مجلس الأمة، وما تناوله من حقائق وتوجيهات وتسليط للضوء على ضرورة العمل الدؤوب على تحقيق مصالح البلاد والعباد، فإنني سعيد ومستبشر بالخير القادم للكويت، فأميرنا يعمل جاهدا على تأسيس قواعد العهد الجديد، ولكن يبقى دورنا كأبناء هذا الوطن الغالي أن نصبح على قلب رجل واحد، وأن ننبذ الخلافات ونوحد الوجهة نحو مصلحة الكويت فقط ولا شيء سوى هذا.
أميرنا لك منا «السمع والطاعة»، حفظك الله للكويت ذخرا، وأدام عليك نعمة الحكمة فإن (ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا).
