من أكبر وأجمل المشاريع التنموية في بلدنا هو جسور طريق الجهراء السريع الذي اختصر اكثر من نصف ساعة إلى 40 دقيقة في مشاوير الذاهبين والقادمين الى مدينة الكويت العاصمة من الجهراء وضواحي الدائرة الرابعة. تصميم هندسي اعجازي و3 حارات شاسعة مع طريق خدمة جانبي مشروع عالمي بكل المقاييس يشكر عليه بلدنا الحبيب الكويت.
لكن مثلما يقول المثل المصري «الحلو ما يكملش»، قيادة البعض واستهتارهم بكل أسباب السلامة في طريق الجهراء السريع اصبحت كابوسا مرعبا لمرتادي هذا الطريق الجميل، حيث تشاهدهم من خلفك على بعد 100 متر او اقل وهم مندفعون نحوك بسرعة لا تقل عن 140 او 150 كلم/ساعة، حتى إنك تقول لنفسك «بس خلاص راح يصدمني ويعدمني ويعدم نفسه»، لكنه يلف عنك في آخر لحظة وقد حبست انفاسك واستعددت للنهاية.
هذا الكابوس المرعب أواجهه يوميا، خاصة في الصباح في طريقي للدوام، والذي استغربه وجود اكثر من 20 كاميرا مرور من النوع الاسود المتطور والتي من المفترض أنها تلتقط كل شاردة وواردة، ومع هذا يستمر هذا الاستهتار والرعونة كل يوم على هذا الطريق.
لكـن مـا هو سبـــب هـــذه الظاهرة الخطيرة؟
السبب برأيي هو امران لا ثالث لهما: ضعف المخالفات المرورية الخاصة بالسرعة والرعونة والاستهتار، وكذلك طول مدة وصولها للمخالف، لذلك فالمطلوب مضاعفة قيمة المخالفات وبرمجتها لتكون مثل رسائل البنك تصلك في اللحظة نفسها.
هذا هو الحل الوحيد لنحافظ على شوارعنا آمنة، بعد ان اصبحت القيادة في أحايين كثيرة تجربة مرعبة ومتعبة نفسيا، خاصة مع دخول السيارات الكبيرة والقوية.
خطورة هذا الوضع أوصلتني لدرجة انني بدأت افكر في طلب التقدم للتقاعد المبكر، فقط لتجنب هذا الفيلم المرعب اليومي. وأنا لست الوحيد المنزعج من هذه الظاهرة، بل عموم الشعب يشاركني عدم الرضا عن تصرفات بعض السائقين الخطرة في شوارعنا وطرقنا.
نقطة أخيرة: مؤيد وبشدة تركيب كاميرتين أمامية وخلفية على سيارة كل مواطن، وسأعملها بالسيارات التي املكها، فإحدى فوائدها تحفظ حقك في حال حدوث حادث لا سمح الله، وهي كذلك أداة لتوثيق مخالفات بعض المستهترين الخطرة على حياة مرتادي الطرقات فتقوم بإرسالها لواتساب «الداخلية» ليقوم رجال المرور بمخالفتهم وعقابهم.
ghunaimalzu3by@
