الفشل نتيجة تؤكدها لغة الأرقام التي لا تكذب بشأن ما أنجزته اللجان الدائمة والمؤقتة بمجلس الأمة خلال دور الانعقاد الثالث، إذ لم تتعد نسبة إنجازها %29، لتكتفي بإنهاء 701 موضوع مدرج على جدول أعمالها من إجمالي 2350، مما يعرض الموضوعات المتبقية، باستثناء المراسيم والمشاريع بقوانين، للإسقاط من جدول أعمال المجلس، ما لم تتمكن تلك اللجان أولاً، والمجلس ثانياً، من بتّها قبل نهاية الفصل التشريعي الخامس عشر.
ورغم ما تضمنته أغلب تقارير اللجان عن أعمالها خلال “الانعقاد الثالث” من نسب متواضعة جداً، فقد تجاهل النواب ذلك في الجلسة الختامية للمجلس الأربعاء الماضي، ومروا عليه مرور الكرام، دون تعقيب، ولو من نائب واحد.
وبموجب إحصائية أعدتها “الجريدة”، فإن 9 لجان دائمة أنجزت 573 موضوعاً من أصل 2085 ، بنسبة 28٪، في حين تمكنت 8 لجان مؤقتة من إنجاز 128 من إجمالي 265 موضوعاً مدرجاً على جدول أعمالها بنسبة وصلت إلى 48٪.
وكشفت الإحصائية أن لجنة الداخلية والدفاع أنجزت 54 موضوعاً، منها 47 اقتراحاً برغبة، إضافة إلى 7 اقتراحات بقوانين، من أصل 119 خلال 8 اجتماعات، وغاب عنها الموضوعات المهمة، مثل القوانين المتعلقة بتعديل الدوائر الانتخابية ونظام التصويت، مما يثير تساؤلا مهماً: هل سيكون مصير تعديل قانون الانتخابات البرلمانية هو السقوط كما حدث عند تكليفها بشأن “تزوير الجناسي” حينما أسقطه المجلس نتيجة عدم انتهاء اللجنة منه؟
التسابق النيابي في بداية كل دور انعقاد على تشكيل اللجان المؤقتة، لم يترجم في أعمالها، إذ لم تتمكن تلك اللجان من إنجاز كل الموضوعات المدرجة على جدول أعمالها رغم قلتها، فعلى سبيل المثال، لم تتجاوز مدة عمل لجنة الشباب والرياضة 90 دقيقة خلال الاجتماعات الخمسة التي عقدتها، أما لجنة البيئة فلم يُحَل إليها طوال دور الانعقاد سوى اقتراح برغبة واحد.
