في وقت باتت أعداد الوافدات القادمات للبلاد بـ«كرت زيارة» اللائي يقومن بعمليات الولادة في المستشفيات العامة محدودة جدا، فإن اسعار كلفة الولادة الطبيعية لهن محليا «400 دينار» تُضاعف ما يتم تحصيله في بعض البلدان التي يتوافد منها اغلب الوافدين للكويت. فبحسب آخر الأرقام الواردة من تلك الدول، يتبين ان كلفة الولادة الطبيعية للوافدة الزائرة للولايات المتحدة تصل الى 242 دينارا كويتيا، في حين تصل الى 151 دينارا في لبنان، و182 دينارا بمصر، و107 دنانير في بنغلادش، و160 دينارا في ايران، و94 بالاردن، و285 في المغرب، و296 دينارا في الفلبين، مقابل مبالغ رمزية يتم تحصيلها من المريضة في الجزائر وباكستان والهند.
وفي سياق متصل، كشفت مصادر مطلعة لـ “القبس” عن انخفاض معدلات ولادة الوافدات القادمات بكرت الزيارة بعد قرار وزارة الصحة الخاص بتطبيق زيادة اجور الخدمات الصحية في اكتوبر من 2017، مبينة أن معدلات ولادة المقيمات في البلاد لم تشهد تأثرا كبيرا، قياسا بذات الفترة. واوضحت المصادر، انه وبعد تطبيق القرار لوحظ عدم توافد أعداد تذكر من الوافدات الزائرات لاقسام الولادة في المستشفيات العامة بشكل عام، او مستشفى الولادة خاصة، مشيرة الى ان رسوم استقبال المراجعة في قسم الولادة وصل الى 30 دينارا على كل زيارة، مقابل 400 دينار للولادة الطبيعية بالمستشفى.
واشارت المصادر الى ان رسوم ولادة المقيمة في البلاد حددتها الوزارة بـ 50 دينارا، مقابل 10 دنانير لمراجعة قسم الاستقبال بمستشفى الولادة، مؤكدة ان آخر زيادة رسوم صحية على المقيمين كانت في منتصف ابريل الماضي، بعدما اصدر وزير الصحة د.باسل الصباح قرارا يقضي بتعديل قيمة مراجعة اقسام الحوادث للمستشفيات للمقيمين المشمولين بنظام الضمان الصحي بالزيادة إلى 10 دنانير بدلا من 5، والتي تم اقرارها في 2017، بهدف تخفيف العبء عن أقسام الحوادث، وما تعانيه من تكدس وازدحام.
ويرجع ندرة دخول الوافدات بـ«كرت زيارة» لأقسام الولادة في المستشفيات العامة، الى ارتفاع اجور الخدمات الصحية قياسا بالخدمات ذاتها المقدمة في بلدانهم، وهو الأمر الذي ادى الى ولادة هؤلاء في مواطنهن، لضمان توفير الجهد والمال ايضا. تذاكر وإيجار فعلى سبيل المثال، تتراوح اسعار عمليات الولادة الطبيعية في مصر بين 7 و10 الاف جنيه مصري، ما يقدر بنحو 190 دينارا كويتيا، كما انه وفي حال اصرار اي وافدة مصرية قادمة بكرت زيارة على الولادة في الكويت، فانها تضطر ايضا الى حجز تذكرة سفر تصل كلفتها هذه الايام الى 630 دولارا اميركيا «نحو 192 دينارا» فضلا عن امكانية اصطحاب مرافقين معها على نفس الرحلة، ما يزيد من الاعباء المالية على الوافدة وذويها.
كما انه ولدى وصولها الى الكويت، فتضطر الى ايجار شقة لها ولأسرتها، والتي تصل الى 300 دينار بمناطق الفروانية او حولي او السالمية، فضلا عن رسوم عملية الولادة في المستشفى العام «400 دينار»، وعليه فإن ولادة الوافدة الزائرة في بلدها توفر الكثير عليها، اضافة الى قرب تواجد افراد الاسرة منها في حال حدوث اي مضاعفات، او انتكاسات بعد الولادة. وفي مقارنة لاسعار الولادة في بلدان اخرى، نجد بأن عملية الولادة الطبيعية تكلف على اي مقيم في الولايات المتحدة الاميركية اسعارا تصل الى 242 دينارا او اكثر بقليل، وبحسب المستشفى، كما تصل كلفتها في الاردن الى 200 دينار اردني، و50 الف بيزو في الفلبين، ومن 7 الى 9 الاف درهم في المغرب، و50 دينارا على المقيمة في الكويت.
واكدت وافدات أنهن يفضلن السفر إلى بلدانهن لوضع حملهن لانخفاض التكاليف. عدم معاينة اشارت طبيبة رفضت ذكر اسمها لـ القبس انه وخلال عام لم تعاين اي حالة مرضية لوافدة زائرة للبلاد بكرت زيارة، مؤكدة ان اغلب مرضاها هن من المقيمات في البلاد ولديهن اقامات سارية المفعول، ومن ثم مواطنات وخليجيات. المقيمات أكثرية ذكرت مصادر مطلعة ان %70 من المراجعات لمستشفى الولادة في منطقة الصباح هن من المقيمات، مبينة ان المواطنات يفضلن الولادة في المستشفيات الخاصة على العامة.
