تجاوزت الملكة إليزابيث، ملكة بريطانيا، التسعين من العمر، إلا أنها مازالت حريصة على المشاركة في المناسبات واللقاءات العامة، والتحدث مع العديد من القادة والشخصيات العامة.
لكن السن الكبيرة للملكة إليزابيث يعني أن ذاكرتها لم تعد كما كانت من قبل، وأن تذكر لأسماء الأشخاص ومناصبهم والمعلومات العامة عنهم لم يعد بالأمر السهل، بخاصة إذا وضعنا في الاعتبار عدد الأشخاص الذين قد تقابلهم الملكة بحكم منصبها.
لكي تتمكن من تذكر أسماء الشخصيات التي تقابلها ومناصبهم، لجأت الملكة إليزابيث إلى طريقة سريعة ومبتكرة، وهي تعتمد على أن يتم تلخيص المعلومات الخاصة بكل شخص ستقابله الملكة بكلمتين فقط، تحددهما الملكة بنفسها بعد قراءة ملف بمعلومات عن كل شخص ستقابله.
الطريقة شرحتها الكاتبة “جوليا دونالدسون” في لقائها مع موقع “Whimn”، ونقلها الموقع الإلكتروني لجريدة “Mirror” الإنجليزية، وفقا لـ”الوطن”.
يتم تقديم ملف يحوي العديد من الأوراق، تحتوي كل منها على أهم المعلومات عن الشخصيات التي ستقابلها الملكة، سواء كانت ستقابلهم في القصر الملكي أو في مكان آخر. تقوم الملكة بقراءة كل ورقة بعناية، وتقوم بتظليل كلمتان فقط من الكلمات الموجودة بالورقة، تعتقد أنهما أكثر الكلمات تعبيراً عن طبيعة الشخص وأهمية منصبه أو مركزه في المجتمع.
عندما تقابل الملكة الأشخاص الذين قرأت معلومات عنهم، يقوم أحد الموظفين المختصين بإظهار الكلمتان للملكة، حتى تتذكرهما، لأنها مازالت غير قادرة على تذكر الكلمتان الخاصتان بكل شخصية على حدة.
تقول المؤلفة “جوليا دونالدسون” إنها كانت قابلت الملكة ذات مرة، فقالت لها الملكة: “نعم، أنا أعرفك، أنت الكاتبة المشهورة”، فعرفت “جوليا” وقتها أن الملكة قد اختارت كلمتي “كاتبة” و”مشهورة” لتظللهما عندما قرأت الورقة التي تحتوي على معلومات “جوليا”.
أضافت “جوليا” أن الملكة تقوم بهذه الحيلة مع كل الشخصيات التي تقابلها في المرة الواحدة، والذين قد يزيدون عن الـ75 شخصية، وهي تفعل ذلك بنجاح شديد، وبدون أن تتسبب بأي مواقف محرجة لنفسها او للشخصيات التي تقابلها.
إلا أن تذكر أسماء الاشخاص في المقابلات العامة ليس هو الأمر الوحيد الذي يقلق او يزعج الملكة، حيث تقول “جوليا” إن الملكة كانت قد أعربت عن استيائها من الحذر والرهبة الشديدين الذين يشعر بهما كل من يقابلها، حيث إن مشاهدة الناس يبتعدون من حولها أثناء تجولها وسط حلفة أو مناسبة عامة، بنفس الطريقة التي ينزاح بها الماء من أمام مقدمة السفينة، يصيبها بالحزن، ويجعلها تتمنى لو كان بإمكانها أن تتخفى وتمشي وسط الناس وتتصرف بحرية، وتتبادل الكلام والمزاح مع أي شخص تريد.
