تطور الأزياء والأقمشة المريحة والمتقدّمة من الناحية التكنولوجية إضافة إلى التصميمات الأنيقة والرياضية، اجتمعت كلها لتشكل فئة جديدة تحتل جزءا كبيرا من سوق التجزئة.
صعود ملابس أثليجر athleisuree، وهي اتجاه في الأزياء والملابس المصممة للتمارين والأنشطة الرياضية التي يتم ارتداؤها أثناء العمل وفي عدة مناسبات أخرى، باعتبارها الطريقة المهيمنة على ملابس الناس له آثار واسعة في بقية صناعة الملابس. فمع اختيار الناس الابتعاد عن الأنماط التقليدية والاتجاه نحو الملابس العملية عوضا عن الجذابة والأنيقة، جعل العلامات التجارية للأزياء التي كانت بطيئة في الاستفادة من هذا الاتجاه تعاني، مما يعني أن العلامات التجارية للأزياء التقليدية لم يعد لها القول الفصل في كيفية ارتداء الأميركيين ملابسهم.
وبلغت مبيعات الملابس المصممة ليتم ارتداؤها لممارسة الرياضة والأنشطة في الهواء الطلق في الولايات المتحدة 45.9 مليار دولار في عام 2016، وفقا لبيانات صادرة عن «إن بي دي غروب». وهو ما يشكل زيادة بنسبة %11 عن العام السابق، وأكبر بكثير من نمو قطاع الملابس ككل.
ويبدو أن جميع متاجر التجزئة الكبرى تحاول القفز على ما يعتقد أنه سيكون الاتجاه السائد في العقد الحالي، وبات ينظر اليه على أنه قد يشكل تحولا جذريا في الطريقة التي يرتدي بها الأميركيون ملابسهم.
وتعرف ملابس «أثليجر» عادة بأنها «هجين غريب» من الملابس غير الرسمية والملابس الرياضية، أوجد فئة جديدة تماما من الملابس. وهي تجمع بين اتجاهين هيمنا على الملابس غير الرسمية في الولايات المتحدة الأميركية وفي العالم، المتانة والراحة، بطريقة أكثر تنوعا.
أرقام المبيعات تحكي قصة مقنعة. عندما استطلعت «بزنس إنسايدر» رأي الناس العاديين في شوارع نيويورك بهذا الاتجاه الجديد، وسألتهم عن سبب ارتدائهم هذا النوع من الملابس خلال أيام الأسبوع، جاءت إجاباتهم لتدعم البيانات التي تؤكد أن الملابس الرياضية خرجت من صالات الألعاب الرياضية؛ لتصبح جزءا من خزانة ملابس الناس اليومية. والفكرة هي أن هذا الاتجاه يشهد صعودا، لأنه يمكن للناس أن يرتدوها في عدة مناسبات من دون الحاجة إلى تغيير ملابسهم، مما يعني راحة أكبر.
وكما تقول أستاذة التاريخ في جامعة نيفادا، لاس فيغاس التي تركز أبحاثها على الثقافة الأميركية وصناعة الأزياء في القرن العشرين، ديردري كليمنتي إنها «ليست بالشخص الذي يحب التنبؤ بما سيحدث مع الملابس. الا أن ملابس أثليجر تتناسب تماما مع مجموعة متنوعة من الاتجاهات التي بلغت ذروتها على مدى قرن. ان ملابس الصالات الرياضية هي اللباس غير الرسمي الجديد».
وتضيف كليمنتي «لا أعتقد ان الملابس الرياضية ستختفي. بل ستصبح اتجاها أوسع انتشارا وأكثر سهولة للوصول إلى المزيد من الناس، وأكثر قبولا لدى بيئات مختلفة أخرى».
كثير من الملابس التي يعتبرها الناس الآن مناسبة للعمل تتضمن أقمشة وتصاميم مستوحاة من الرياضة، مثل الأنسجة اللدنة والليكرا وغيرها من الألياف الصناعية.
وتقول كليمنتي إن «تصاميم الملابس تتطور لدمج ملابس العمل غير الرسمية والملابس الرياضية في لباس واحد. عند وضع متانة الملابس الرياضية وأناقة ملابس العمل غير الرسمية معا، عندها سيرغب الجميع في شرائها».
ويميل المصمّمون إلى الاتفاق مع ملاحظات كليمنتي. إذ يقول الرئيس السابق للأزياء الرجالية في J.Crew ومؤسس علامة تجارية تحمل اسمه، تود شنايدر إنه يعتقد أن ملابس أثليجر هي «تطور» وليست اتجاها أو بدعة.
ويضيف شنايدر «لقد غيّر الرجال طريقة لباسهم. ملابس أثليجر لن تختفي وستبقي لمدة 100 سنوات على الأقل».
وفي حين يتم تصميم الملابس الرياضية لاستخدامات محددة كممارسة الألعاب الرياضة أو ألعاب القوى، من الواضح أن ملابس أثليجر ليست كذلك. فالتنوع الذي تقدمه هو الذي يجذب كثيراً من المستهلكين لهذه الفئة من الملابس؛ إذ يمكن ارتداؤها في معظم مقار العمل والمناسبات الاجتماعية من دون أن تثير الدهشة أو الاستياء. كما أنها عموما أكثر دواما، مع وجود خصائص مثل مقاومة التجاعيد والروائح التي تم دمجها في الألياف التي تصنع بواسطة التكنولوجيا.
وتقول كليمنتي «يريد الناس أن يخففوا من اهتمامهم بطرق الحفاظ على ملابسهم. التكنولوجيا متفشّية في جوانب حياتنا المختلفة ووجودها في ملابسنا أمر طبيعي».
وتضيف كليمنتي إن التحوّل إلى ملابس أثليجر قد يكون رمزا للاتجاهات الثقافية الأكبر في أميركا، بما في ذلك التحوّل على نطاق واسع إلى التركيز على الصحة واللياقة البدنية. فالملابس تتناسب عادة مع الثقافة السائدة وهو أمر ينطبق على كل اتجاهات الموضة».
