كونا – شكلت مشروعات حماية البيئة والتنمية المستدامة محور تركيز الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية على مدى 58 عاما متبنيا تمويل هذه المشروعات بشكل عام منذ انشائه لغاية اليوم.
وتتضمن هذه المشروعات طرقا وحلولا جذرية للمحافظة على البيئة والموارد الطبيعية في شتى القطاعات مثل الزراعة والنقل والطاقة والمياه والصرف الصحي بغية استغلالها بشكل أفضل وبكفاءة عالية.
ولعل من اهم ما تتسم به القروض التي قدمها الصندوق منذ تأسيسه في اواخر عام 1961 في هذا الشأن أنها ميسرة وتهدف الى مساعدة الدول النامية في تمويل مشاريعها الانمائية وتنفيذ برامج التنمية وتدريب كوادرها.
وفي هذا الصدد قال الصندوق في بيان لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم الاربعاء ان عدد القروض المقدمة منذ انشائه في هذا المجال حتى نهاية السنة المالية (2017 – 2018) بلغ 956 قرضا بقيمة 1ر6 مليار دينار كويتي (نحو 20 مليار دولار أمريكي).
وأوضح الصندوق أن نسبة القروض المعنية بالبيئة والتنمية المستدامة والتي تتضمن قطاعات المياه والصرف الصحي والزراعة والطاقة بلغت 3ر13 و10 و3ر25 في المئة على التوالي من إجمالي القروض المقدمة.
وذكر أن دعم الكويت ممثلة بالصندوق للاهداف التنموية ال17 التي اعتمدها المجتمع الدولي يجسد صورة البلاد نحو تحقيق حياة كريمة للشعوب والدول فضلا عن بناء مجتمعات محلية مستدامة في جميع أنحاء العالم.
ورأى أن التحديات التي تواجه البيئة عديدة أبرزها تغير المناخ الذي يضيف ضغطا كبيرا على المجتمعات وعلى البيئة مبينا ان التكيف مع هذه التأثيرات سيكون أكثر صعوبة ومكلفا في المستقبل إذا لم يتم اتخاذ اجراءات جذرية فورية.
وأضاف أن ندرة المياه تؤثر على أكثر من 40 في المئة من سكان العالم ومن المتوقع أن ترتفع هذه النسبة في السنوات القادمة حيث تشير التقديرات الاخيرة إلى أن 783 مليون شخص لا يحصلون على مياه نظيفة وان أكثر من 7ر1 مليار شخص يعيشون حاليا في أحواض الأنهار حيث يتجاوز استخدام المياه إعادة التعبئة.
وافاد ان سوء الصرف الصحي والمياه غير النظيفة من الاسباب الرئيسية لوفيات الاطفال في الدول النامية والفقيرة كما أن الكوارث والنزاعات والحروب تعمل على تدمير البنية التحتية وتهجر السكان وتقوض الأمن البشري بشكل أساسي وتزيد من نسبة الفقر وتمزق نسيج التنمية المستدامة.
وأوضح انه قام بالعديد من المشاريع البيئية في الدول العربية والاسيوية وصولا الى قارة امريكا اللاتينية تركزت بشكل اساسي على قطاعات الزراعة والري والطاقة والمياه والصرف الصحي من خلال تقديم القروض والمنح فضلا عن الاسهام برؤوس أموال مؤسسات التمويل الإنمائي الدولية والإقليمية وتمثيل الكويت فيها.
وقال ان هذه المشاريع تضمنت مصرف (بحر البقر) في مصر والذي يساهم في تمويل مشروع إنشاء منظومة مياه لتلبية الطلب على مياه صالحة للري الزراعي والمساهمة في حماية بحيرة المنزلة بيئيا وخلق حوالي 100 ألف فرصة عمل في التجمعات السكانية الفقيرة.
واشار الصندوق الى انه قام بانشاء محطة لتوليد الكهرباء بطاقة الحرارة الارضية في جيبوتي لحماية البيئة من الملوثات الناجمة عن المحطات الحرارية التي تستخدم الوقود الأحفوري اضافة لمشروع انشاء منظومة مياه في مدينة (لاباتا) مكونة من مأخذ للمياه ومحطة معالجة ومنظومة نقل المياه المعالجة.
وذكر انه سعى ايضا الى تقديم منح وقروض لتمويل العديد من المشروعات التي تجمع بين تحقيق اهداف التنمية وتصب في خدمة البيئة في وقت واحد ومن بينها مشروع الري في جنوب لبنان.
وأوضح ان هذا المشروع يهدف إلى تطوير الانتاج الزراعي بشقيه النباتي والحيواني عن طريق نقل جزء من مياه نهر الليطاني لري حوالي 15 ألف هكتار من الأراضي الزراعية فضلا عن توفير مياه صالحة للشرب.
وافاد أنه مول ايضا مشروع تطوير البنية التحتية الساحلية في إقليم (تاي بن) بجمهورية فيتنام والذي يهدف الى تخفيف الآثار السلبية للفيضانات الناجمة عن التغيرات المناخية عبر بناء حاجز بحري وتشييد ثلاثة حواجز نهرية وبناء جسر جديد وتجريف قاع قناة.
ولفت الى انه ساهم كذلك في تمويل برامج مكافحة وباء عمى النهر (الاول والثاني) فضلا عن دوره في دعم المؤسسات والهيئات الدولية التي تتعلق بمجالات الصحة وتلبية حاجاتها المتزايدة لتوفير خدمات الرعاية الصحية وتحسين وتطوير جودتها.
