سخّنت الحركة الدستورية الإسلامية (حدس) ماكينتها الانتخابية مبكرة طامحة في انطلاقة واثقة تضمن لها الحصول على خمسة مقاعد على الأقل في انتخابات مجلس الأمة المقبل، ما بين مقاعد مسجّلة باسمها مباشرة ومقاعد أخرى من جلسوا عليها حصلوا على دعمها، مستندة في ذلك إلى نقاط قوة تعمل على تعضيدها، ونقاط ضعف تحاول تفاديها بما يحقّق لها كتلة برلمانية تجعل منها رقماً صعباً في العمل السياسي.
مصادر «الراي» أكدت أن اجتماعاً مهماً عقدته (حدس) الاثنين الماضي 23 ديسمبر الجاري بحضور النائب السابق الدكتور ناصر الصانع ومساعد عادل الظفيري وعدد من الأعضاء الفاعلين في الحركة، وتم خلال الاجتماع وضع الخطوط التي يجب أن يهتدي بها المرشحون القادمون مستندين في ذلك إلى الخبرة التي تمتلكها «الحركة السياسية الأعلى تنظيماً في الكويت»، حسب وصف المصادر.
ووفقاً للمصادر، فقد حضرت الاجتماع شخصية جدلية في أوساط «حدس»، وأعلن مسؤولون في الحركة غير مرة أن هذه الشخصية لا علاقة لها بها، خصوصاً أنها دأبت على الظهور إعلامياً ومهاجمة دول شقيقة.
وقالت مصادر «حدس» لـ«الراي» إنه تقرّر دعم عضو مجلس الأمة الحالي أسامة الشاهين مرشحاً للحركة في الدائرة الأولى استناداً إلى الأداء «الرزين» للشاهين والذي وفّر له قبولاً واسعاً بين قواعد «حدس» وبين الناخبين في الدائرة عموماً.
أيضاً، الدكتور حمد المطر، على موعد من جديد مع انتخابات الدائرة الثانية، وسط إشادة بالجهود المتواصلة التي بذلها طوال سنوات مضت، وآمال بأن يكون ما حقّقه بين الناخبين وبما لديه من قواعد «حدس» وفي ظل عدم وجود مرشح آخر ينهل من القواعد ذاتها دافعاً إضافياً، لتكون فرصته لبلوغ الكرسي الأخضر باتت قاب قوسين أو أدنى.. وعليه، والحديث لمصادر «حدس»، أن يواصل نهجه ويتفادى الوقوع في أخطاء تدفعه إلى التراجع.
«الدائرة الثالثة ليست نزهة أبداً»، هكذا وصفت المصادر لـ«الراي»، خطة «حدس» الانتخابية فيها، مشددة على قوة فرص مرشحها فيها عبدالعزيز الصقعبي الذي يحظى بقبول في الدائرة، لكن المصادر لم تشرح كيفية التعامل مع مرشحين اثنين آخرين دعمتهما الحركة سابقاً في هذه الدائرة، ومدى تأثير ذلك على الصقعبي في السباق الانتخابي المقبل.
وفيما يبدو أن «حدس» تتأنى في تحديد مرشحها المؤكد في الدائرة الرابعة، لوحظ اهتمامها بالإعلان عن دعم المرشح بدر الداهوم في الدائرة الخامسة مرتكزة في ذلك أيضاً إلى الثقل القبلي الذي يحظى به الداهوم، إضافة إلى رصيده البرلماني السابق.
وأشارت مصادر «حدس» إلى قرار بعدم دعم عضو مجلس الأمة الحالي عبدالله فهاد العنزي في الانتخابات المقبلة.
ونصح الاجتماع الذي لعب فيه الدكتور ناصر الصانع دوراً مهماً بما لديه من خبرة سياسية وبرلمانية وانتخابية، نصح المرشحين بالتزام خطة مدروسة للتعامل الإعلامي والظهور وتسويق المرشحين اجتماعياً وسياسياً، مع التأكيد على أهمية التواصل مع القواعد الانتخابية والمفاتيح ذات الخبرة، وفقاً لما نقلته المصادر.
وشدّد الاجتماع على الأهمية البالغة لدور المرأة في الانتخابات المقبلة وضرورة مشاركتها المنظمة والفاعلة لضمان بلوغ الأهداف المبتغاة وإيصال مرشحي «حدس» ومَن تدعمهم إلى قبة عبدالله السالم.
وكشفت المصادر أن الاجتماع بحث الأوضاع الإقليمية الساخنة وانعكاساتها الداخلية، حيث أكد الحاضرون أهمية التودّد ومجاملة السلطة في هذه المرحلة، والسعي لرفع عدد مقاعد الحركة في مجلس الأمة، لزيادة تأثيرها السياسي، وحفاظا على مكاسبها، خصوصاً في ما يتعلق بالجمعيات الخيرية المحسوبة عليها.
