milf xxx
brutal twink brutal anal gangbang. kissjav.ninja
miho wakabayashi in drilling.indianxnxx

‏تاريخ العتوب في الكويت خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر الميلادي بقلم المؤرخ خالد طعمة

0

العتوب جمع عتبي ووفقاً لما جاء في لسان العرب لابن منظور فإن “(عتب) من مكان إلى مكان ومن قول إلى قول : إذا اجتاز من موضع إلى موضع ، وعتب انصرف وقصد ، واعتتبت الطريق : إذا تركت سهله و أخذت وعره وعتبه الوادي : جانبه الأقصى الذي يلي الجبل. والعتب : ما بين الجبلين”  .

يقول لنا عثمان بن سند حول حلف العتوب : ” بنو عتبة ولهم في عنزة بن أسد نسبه ، والذي يظهر أنهم متباينوا النسب لم تجمعهم في شجرة أم وأب ولكن تقاربوا فنسب بعضهم لبعض و ما قارب الشيء يعطى حكمه على الفرض “.  ، يقول الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة : ” وطن آل صباح و اخوانهم آل خليفة القديم فهو الهدار المعروف من بلدان الأفلاج و عشيرتهم اجميلة بالتصغير وبيتهم معروف بين عشيرتهم بالبجاديين . واجميلة بطن من قبيلة عنزة و أقرب العنزيين إليهم الاعمارات . ”  ، يقول الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة : ” أننا آل خليفة وآل صباح كلنا عنزة من قبيلة العمارات أبناء تغلب بن وائل ” ، و يذكر كل من الشيخ عبدالله آل خليفة و د/علي أباحسين أن : ” من عشائر العتوب من ينتمي لقبيلة عنزة وقبيلة تميم وسليم ، ومن العشائر التي تنتمي لعنزة آل خليفة و آل صباح و الجلاهمة والفاضل ومن هاجر معهم من منطقة الأفلاج وهم ينتمون لجميلة وائل و لايزال بعض أبناء عمومتهم يسكنون تلك الجهات و أهم العشائر التي تنتمي لتميم وسليم البنعلي بجميع بطونهم و أفخاذهم.”  يتضح لنا أن حلف العتوب انعقد بين مجموعة من العشائر المنتمية إلى ثلاث قبائل عربية عدنانية هي : عنزة وتميم وسليم ، ومن العشائر المنتمية إلى عنزة و الداخلة في هذا الحلف الصباح والخليفة والجلاهمة ، ومن العشائر المنتمية إلى تميم وسليم آل بن علي ، و إذ تؤكد لنا كتب التاريخ أن هذه القبائل كانت مستقرة في إقليم البحرين في مراحل قديمة قبل الإسلام ، وقد سبق وأن ذكرنا المعارك التي دارت رحاها على أرض الكويت في الجاهلية وهي تثبت وتبرهن على أن هذه القبائل كانت من بينها ، والهدار هي الواقعة في محافظة الأفلاج في المملكة العربية السعودية ، و حول القسم العنزي من حلف العتوب نورد ما قاله جبر بن سيار : ” الجميلة من بني وائل”   ، و ممن اشتهروا من الجميليين فيصل الجميلي المعروف بقصر سلمى ، يقول عبد الله بن عبار : ” الجميلات : بطون وأسر من الحاضرة والبادية من العبية من البجايدة من المحمد من الطريف من السلقا من العمارات من بشر من عنزة ”   و ” الصباح : أمراء الكويت أسرة كريمة من الجميلات من العبية من البجايدة من المحمد من الطريف من السلقا من العمارات من بشر من عنزة”   وعن ” صُبَاح” يقول ياقوت الحموي : ” صُبَاحٌ: بالضم ثم التخفيف ، قال أبو منصور : رجل أصبح اللحية للذي يعلو شعر لحيته بياض مشرب بحمرة ، ومنه صُبح النهار ، ومن ذلك قيل دمٌ صُباحي لشدة حمرته ، قال عبيطٌ صباحي من الحوف أشقرُ ، وذو صُباح : موضع في بلاد العرب ، ومنه يوم ذي صباح ، وقيل : صُبحٌ وصُباح ماءان من جبال نَملى قريط ، قال تأبط شراً :

    إذا خلفت باطني سرار           وبطن هضاض حيث غدا صباح

قال هو موضع ، غذا : شعل .”  الأمر الذي يدل على شيوع واستعمال هذا الإسم في بلاد العرب و ينفي ما قاله المؤرخ محمد بن إبراهيم الشيباني ، و “آل خليفة : مشائخ وحكام دولة البحرين في البحرين وعين دار أسرة من الحاضرة من الرباع من الهواملة من الحسني من الدغيم من السلقا من العمارات من بشر من عنزة ”  و ” الجلاهمة : في المنطقة الشرقية والكويت والبحرين أسر من الحاضرة من البجايدة من السلقا من العمارات من بشر من عنزة”  و ” الفاضل : بطن من النتيفات من الجميلات من العبية من البجايدة من المحمد من الطريف من السلقا من العمارات من بشر من عنزة ”  ، وحول أسرة الفاضل يشرح لنا بشار الحادي لبساً شائعاً : “في الفترة التي سبقت .. وهي الكويت والزبارة فلم تكن هذه الأسرة تُعرف بهذه الأسماء بل كان الفرعان يسميان آل خليفة كما تشير إلى ذلك المصادر والوثائق ” وبين “إن عائلة آل فاضل لم تشتهر إلا في البحرين وخاصة من عهد الشيخ عيسى بن علي حيث إستقلت بهذا الإسم إستقلالاً تاماً ، وقبل ذلك كانت مسمياتها آل خليفة أو العتبي نسبة إلى حلف العتوب أو آل فاضل آل خليفة كما أن آل فاضل هم أحفاد الشيخ خليفة بن فاضل الذي رحل من الكويت وأشار إليه المؤرخ عبدالعزيز الرشيد”  قال ابن عقيل عن الجميلات : ” هاجر قسم منها من الهدار إلى شرقي الجزيرة العربية ، ولم ترحل مع العتوب كلها ”   ، يذكر المؤرخ حمد الجاسر أن عشرات ومئات البطون في نفس الإقليم لم تهاجر مع من ذكروا ضمن العتوب مثل  : ” المصارير والحقبان والخييلات والعمور والمشاوية ”  . وتذكر لنا المصادر من أن أسراً أخرى نزحت مع الصباح والخليفة والجلاهمة والفاضل وهم آل سيف و آل زايد ، ذكر الشيخ يوسف بن عيسى والشيخ محمد النبهاني بأن من نزل الكويت مع آل الصباح وآل الخليفة والجلاهمة كل من الزايد والمعاودة  ، أما الشملان فقد أوضح بشكل أدق وقال : ” نزلوها (أي مدينة الكويت) بعد الإذن من ابن عريعر وكان على أرضها الكوت ويسكن قربه لفيف من البدو والصيادين وأتباع بني خالد كما قلنا. ويقال أن ابن عريعر وهبهم الكوت .وكانت له عليهم سلطة وهم مجموعة من العشائر والأسر ( الجلاهمة – الزايد – آل صباح – آل خليفة – المعاودة – آل رومي – آل سيف – آل بن علي) العشيرة الكبيرة والتي منها الشيخ (عيسى بن طريف) فاتح مدينة بمباسة في شرقي أفريقيا مساعدة لسلطان عمان السيد (سعيد بن سلطان آل أبي سعيد).”  ويشرح الشملان الأسر الكويتية المنتمية إلى قبيلة عنزة وهي : ” 1- آل نصف. 2- الخالد. 3-البدر . 4- آل رومي . 5- آل سيف. 6- غانم بن جبر.”  يقول عبدالله بن عبار : ” السيف : بن علي في الكويت أسرة من الحاضرة متفرعة من الرومي من الجميلات من البجايدة من المحمد من الطريف من السلقا من العمارات من بشر من عنزة ويتفرع منهم : السيف و الحسين والشملان ”   و ” آل زايد : في الكويت والبحرين مجموعة من الأسر من الحاضرة من الدهامشة من العمارات من بشر من عنزة ”  و” آل زايد : في الكويت والبحرين عوائل من الحاضرة متفرعة من الجلاهمة من البجايدة من السلقا من العمارات من بشر من عنزة”   و ” الغانم : في الكويت أسرة من الحاضرة متفرعة من الزايد من الدهامشة من العمارات من بشر من عنزة”  و “الجبر: في الكويت أسرة من الحاضرة متفرعة من الغانم من الزايد من الدهامشة من العمارات من بشر من عنزة”  و “الصقر : في الكويت أسرة من الحاضرة من الجلاهمة من البجايدة من المحمد من الطريف من السلقا من العمارات من بشر من عنزة . الصقر : في الكويت أسرة من الحاضرة متفرعة من الزايد من الدهامشة من العمارات من بشر من عنزة . الصقر: في الكويت أسرة من الحاضرة متفرعة من الغانم من الزايد من الدهامشة من العمارات من بشر  من عنزة”  ، و “المعاودة : في الكويت والبحرين وعرعر أسرة من الحاضرة من الجميلات من البجايدة من الطريف من السلقا من العمارات من بشر من عنزة ”  و ” النصف : في الكويت و هم أبناء ناصر أسرة كبيرة من الأسر المتحضرة متفرعة من الجلاهمة من البجايدة من المحمد من الطريف من السلقا من العمارات من بشر من عنزة ”   ، و ” القضيبي : في الكويت أسرة من الحاضرة متفرعة من الزايد من الدهامشة من العمارات من بشر من عنزة.” و من الأسر العنزية القديمة  “الخالد : في الكويت أسرة من الحاضرة متفرعة من أسرة الخضير من المسدح من العبية من البجايدة من المحمد من الطريف من السلقا من العمارات من بشر من عنزة ”   و “المرزوق : في البكيرية والكويت أسرة من الحاضرة من الفنيسان من العتيق من الجميشات من الزبنة من العلي من الدهامشة من العمارات من بشر من عنزة”  و ” البدر: في الكويت أسرة من الحاضرة من الحمد من الرباع من الهواملة من الحسني من الدغيم من السلقا من العمارات من بشرمن عنزة.”  

وحول قسم آل بن علي من حلف العتوب نشير إلى أنه في بداية حديثنا ذكرنا  أن حلف العتوب يضم عشائر تنتمي إلى ثلاث قبائل عنزة وتميم وسليم ، وسلطنا الضوء على القسم العنزي من الحلف دون أن نبين آل بن علي نظراً لقلة المصادر المتناولة لتفاصيل دقيقة حول من ينتمون إلى تميم وسليم من الحلف ، و يبين لنا الباحث جاسم السلامة رأيه حول آل بن علي ويقول : ” استمرت كتب النسب و التاريخ تنسب عشيرة آل بن علي إلى عنزة الوائلية بالتصريح حيناً وبالتلميح حيناً آخر سواء في ذلك ما صدر منها في القرن التاسع عشر أو غيرها مما صدر خلال القرن العشرين وقد عرف القارئ الكريم أيضاً بعضاً منها ، هذا فيما عدا صاحب كتاب أنساب قبائل عنزة الصادر سنة 1986 وهو عبدالله بن عبار العنزي حيث قال في كتابه بأن البن علي من تميم وذلك في الصفحة 152 منه 11 . كل ذلك كان بالنسبة للكتب التي ألفها كتاب عرب وجاء في طياتها ذكر أو إشارة إلى عشيرة آل بن علي سواء ما صدر منها في القرن التاسع عشر أوغيرها مما صدر طيلة القرن العشرين منذ بدايته في عام 1900م حتى نهايته في عام 2000م .”  و يذكر لنا رأياً آخر ذكر حول نسب آل بن علي : ” قد ورد في الصفحة رقم 19 من كتاب الشيخ راشد بن فاضل ” فن النسب” على الشكل التالي : ” وينتهي نسب البنعلي إلى عتبة بن رياح بن هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن بهثة بن سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان وهو الناس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ”  ، ولم يتمسك الباحث جاسم السلامة برأي دون الآخر بل بين اعتزازه بالدم العربي الصافي مهما تعددت الأسماء وتنوعت المسميات. وقوله هذا يتفق مع الشيخ عبدالله آل خليفة ود/ علي أباحسين حين بينا أن الحلف يضم عنزة وتميم وسليم ، وأن أهم العشائر التي تنتمي لتميم وسليم البنعلي بجميع بطونهم و أفخاذهم.

بذلك ننتقل إلى جزئية أخرى وهي تأقيت الهجرة مع أسبابها من الهدار إلى الكويت ، و حول هذه الجزئية يقول الشيخ إبراهيم آل خليفة : ” هاجروا من وطنهم لاسباب لو ذكرناها لطال شرحها فجاءوا إلى الكويت هم وبنو عمهم ومن معهم من غيرهم و استوطنوها. وكان فيها على ما بلغنا بعض العرب الذين يتعاطون الاسباب في البحر وليس فيهم أو عليهم رئيس يعرف . وفي مدة إقامة آل خليفة في الكويت كانوا يتعاطون أسباب التجارة في اللؤلؤ فيأتون في موسم البيع والشراء البحرين وقطر ، كما هي العادة الآن . وجرت أسباب أوجبت نزوحهم من الكويت إلى قطر فاستأذنوا حكام قطر آل مسلم في النزول في الطرف الشمالي من قطر فأذنوا لهم .فبنوا هناك قلعة لا تزال باقية إلى الآن. ثم بعد مدة من الزمن أسسوابلدة الزبارة . ومن هنا يمكنكم الحكم على عدم صحة الروايةالتي ذكر فيها أن آل صباح مروا على الزبارة قبل نزولهم الكويت ”   ، أما الشيخ محمد آل خليفة فيذكر لنا : ” سبب محدارنا نحن وهم من الهدار فالذي يظهر أنه بسبب فتن كانت بينهم وبين الدواسر فآثروا النزوح أما طريقهم إلى الكويت فلم أعرف أنهم مروا أو نزلوا قطر . بل الذي أعرفه أنهم نزلوا الكويت . وعن تاريخ نزولهم الكويت فقد اختلف المؤرخون في ذلك فمنهم من قال أن جملة (طغى الماء) هو تاريخ النزول وعلى كل حال فهو في أواخر القرن الحادي عشر ، أو في أوائل القرن الثاني عشر الهجري . وهذه ثلاث قصائد من نظم أخيك لعلكم تجدون فيها بعض الشرح عن الماضي . سألت عن إسم والد صباح الأول فاسمه (جابر) بدليل قول أحد آل بن علي عند نزوحهم من الكويت إلى قطر قبل ارتحالنا نحن يا آل خليفة حيث قال :

يقول إرشيد بن عمار ومن بنا        حسين القوافي من بيوت القصيد

يا مبلغ عني عن صباح بن جابر    فتى الجود جزل ما تهمه الزهايد

ركبنا بحال مع أرجال وسفنا         تطاول بنا شروى المهار العدايد

يجدونها ربعي من أولاد سالم        مصاريعها ما بين روس الوسايد”

وبذلك تكون الهجرة في القرن السابع عشر الميلادي ، و الأسباب هي حدوث خلاف بينهم دفعهم إلى الهجرة ، و كان نزولهم إلى الكويت سابقاً لقطر وفقاً للروايتين السابقتين ، ونتوقف مع المؤرخ الشملان الذي أخذ يشرح أسباب الهجرة من الهدار : ” المشهور أن أسرة آل صباح ورئيسهم جابر . وأسرة آل خليفة ورئيسهم خليفة بن محمد . وأسرتنا آل سيف و أقرباءهم آل رومي ورئيسهم محمد الدراج وفي رواية أخرى محمد الزحاف وذلك أن قلة مدفع أصابت رجله فلذلك دعي بالدراج فلذلك دعي بالدراج لأنه يسحب على مدرج (دراج) وكان قاضي الجماعة . والجلاهمة وقد يكون رئيسهم جابر الجلاهمة والد الشيخ رحمة الذي انتحر سنة 1242ه في قصة يطول شرحها. وغيرهم من الأسر والجماعات كانوا يسكنون الهدار من مقاطعة الأفلاج في نجد وسبب مغادرتهم الهدار هو أنه حدث نزاع بين آل صباح و آل خليفة وبين جماعة من بني عمهم وأخيراً تغلبوا عليهم وأخرجوهم من البلد فلجأوا إلى قبيلة الدواسر في وادي الدواسر ، وهناك اجتمعت بطون الدواسر وكل بطن منها رفع رمحاً وخيروهم في الرمح الذي يريدون الإلتجاء إليه فاختاروا رمحاً وخيروهم في الرمح الذي يريدون الإلتجاء إليه فاختاروا رمح آل حسن فزحفوا معهم على الهدار وكان لهم الإستيلاء على البلد . وأخرجوا منها آل صباح وآل خليفة ومن معهم من الأسر والجماعات .”  

ويختلف الشملان عن الشيخين إبراهيم ومحمد ويتفق مع الرشيد و القناعي من حيث تبيان مراحل هجرة  العتوب حيث اتجهوا إلى قطر قبل الكويت ورتب خط الهجرة بأن كان من الهدار بالأفلاج ثم الزبارة في قطر وبعد ذلك رأس تنورة ومن ثم تفرقوا إلى فريقين فريق في جزيرة قيس وآخر على السواحل الفارسية وأخيراً إلى المخراق ، في حين نزل آل الصباح وآل خليفة إلى الصبية في الكويت حتى رحلوا منها إلى جزيرة فيلكا بسبب مهاجمة قبيلة الظفير لهم ، وبعد فيلكا استأذنوا بن عريعر للاستقرار في مدينة الكويت ، وننوه إلى أن الشملان اختلف مع الرشيد والقناعي بأن  أضاف الشملان فيلكا بعد الصبية  ، أما خزعل فيختلف معهم حيث أرخ سنة الانتقال من قطر ب1676م وحدد أنهم بعد رأس تنورة  اتجهوا إلى القرين جنوب الكويت ومن ثم إلى الصبية وعبادان والمخراق ، وحدد أن كل من آل الصباح و آل خليفة والزايد والجلاهمة و المعاودة قد استقروا في أم قصر ومنها إلى الصبية ومنها إلى مدينة الكويت ، أما فوزية الرومي تقول حول نزوح آل النصف إلى الكويت : ” نزحت العائلة مع العتوب سنة 1600م الذين قدموا من وادي الهدار في وادي الدواسر الزبارة في قطر وإستقروا فيها أربعين سنة وبعدها نزحوا مع العتوب إلى الكويت . ”   ، وتقول عن عائلة المجرن الرومي : ” نزحت العائلة إلى الكويت سنة 1128ه الموافق 1615م و في أواخر القرن السابع عشر ، مع آل الصباح و آل الخليفة و آل الجلاهمة و آل النصف و آل المعاودة و آل الزايد والكثير من العوائل المتواجدة في ذلك الوقت في منطقة الهدار والأفلاج والخرج قرب وادي الدواسر (جنوب الرياض).”

الشيخ صباح الأول

يقول د/ أحمد أبو حاكمة : ” اشخاص الحاكمين في الكويت في النصف الاول من القرن الثامن عشر فهي غير واضحة المعالم ، ولم يجدنا في هذا المضمار مراجعة سجلات شركة الهند الشرقية ، و لا المخطوطات العربية او الرواية المحلية أو حتى ما دونه الرحالة الاوروبيون المعاصرون “، عند التمعن في كلام د/ أحمد أبو حاكمة فإننا نجده متعارضاً مع عدد من المؤرخين الكويتيين وذلك عبر ما سنتناوله من حديث عن تحديد السنة التي تولى بها الشيخ “صباح الأول ” حكم الكويت.

إن أول من تولى حكم الكويت هو الشيخ “صباح الأول” و لم يذكر عبد العزيز الرشيد و يوسف بن عيسى وسيف الشملان اسمه الكامل بل اكتفوا بلقبه أو اسمه الثلاثي ، في حين حسين خزعل قال لنا بأن اسمه هو : صباح بن جابر بن سلمان بن أحمد ، و تتفق المصادر التاريخية على أن الشيخ صباح بن جابر المُلقب بـ”صباح الأول” قد مارس حكمه في النصف الأول من القرن الثامن عشر ، و لم يبين لنا  الأوائل أمثال عبد العزيز الرشيد و سيف مرزوق الشملان بداية حكمه ، إلا أن يوسف بن عيسى القناعي ذكر بأن الرواة قد اتفقوا بأن صباح الأول اختير أميراً ما بين  سنة 1110ه و سنة 1130ه  ، في حين حدد خزعل بداية حكمه في سنة 1130ه 1718م إلا أنه عند ذكر السنة التي أقيم بها الحلف الثلاثي قال بأن الحلف تم في سنة 1129ه 1716م وبموجب الحلف تولى “صباح الأول ” الرئاسة والحكم ، وبالتالي تكون بداية حكمه سنة1716م و ربما قصد خزعل من فصل السنتين هو تغير توزيع المهام وجعلها كلها بيد الشيخ “صباح الأول” ، وحول مسألة “الحكم الثلاثي” قال فرانسيس وارد في مقال كتبه سنة 1819م : ” دخلت ثلاث قبائل عربية ذات شأن هي بنو صباح و الجلاهمة و آل خليفة تحدوهم عوامل المصلحة والطموح في تحالف ، و استولت على بقعة من الأرض على الساحل الشمالي الغربي من الخليج تسمى الكويت “، بين واردن أن صباح بن جابر تولى السلطة وخليفة بن محمد التجارة وجابر بن رحمة الجلاهمة الملاحة البحرية ، وعن الحلف قال حسين خزعل : ” في عام 1129ه 1716م تحالف ثلاثة من اهم رؤساء القبائل التي سكنت الكويت وهم صباح بن جابر بن سلمان بن أحمد و خليفة بن محمد وجابر بن رحمة العتبي رئيس الجلاهمة على ان يتولى صباح الرئاسة وشؤون الحكم وان يتشاور معهم ويتولى خليفة شؤون المال والتجارة ويتولى جابر شؤون العمل في البحر وتقسم جميع الارباح بينهم بالتساوي.”  ، وفقاً لما قيل من واردن وتبعه خزعل فإن الحكم وفق هذه الرواية هو أيضاً بيد الشيخ صباح الأول والبقية يديرون التجارة والملاحة ولا تدل على المشاركة في السلطة لا مثل ما ذهب إليه البعض بأنه كان حكماً ثلاثياً مشتركاً .

و لم نجد مصدراً تاريخياً يؤرخ لنا الحالة التي كانت عليها الكويت في الفترة التي حددها لنا القناعي ، سوى مرتضى بن علوان الذي دون رحلته إلى الحج في أعوام1120ه و 1121ه (1709م) و مع الأسف لم يدون علوان شيئاً متعلقاً بحاكم الكويت أو أي شخصية أخرى في تلك الفترة .

يقول عبد العزيز الرشيد : ” لا نعرف عن صباح شيئاً إلا أنه أول حاكم ذلك البيت و أنه الذي تأسست الكويت في عهده و أنه زعيم تلك العائلة التي حكمت الكويت و أنها تنتسب إليه لم يتول الصباح الحكم في أول تأسيس الكويت فان آل الصباح و من هاجر معهم مضت لهم بعد نزولها مدة لا رئيس لهم فاجمعوا أمرهم أخيراً على انتخابه و لكنه لم يقبل إلا بعد أن أخذ عليهم نفوذ حكمه على الشريف و الوضيع يقال توفى حوالي سنة 1190ه”   .

يقول يوسف بن عيسى القناعي : ” لما كثر الساكنون في الكويت و خالطهم جمع من المهاجرين إليها رأوا من الضروري أن يؤمر عليهم أمير منهم يكون مرجعاً لحل المشكلات و الاختلافات فوقع اختيارهم على صباح لهذا الأمر ، فوافقهم صباح بعد أخذ العهد منهم على السمع و الطاعة في الحق . و لا نعلم على وجه الحقيقة في أي سنة اختير هذا الأمير و لكن اتفق الرواة على أنها ما بين سنة1110ه و سنة 1130ه على وجه التقريب ”   .

يقول سيف مرزوق الشملان : ” بعد ما كبرت الكويت وصارت شبه قرية و خالط سكانها جمع من المهاجرين إليها رأوا من الضروري أن ينصبوا رجلاً منهم يكون أميراً عليهم . لحل المشكلات ، وفض الخلافات ، و النظر في أمور البلدة و نحو ذلك فوقع اختيارهم على صباح الأول جد أسرة آل الصباح . و يقال إن سبب اختيارهم لصباح هو أنه كانت لوالده الزعامة على قومه منذ أن كانوا في نجد يقول آخرون إن صباحاً كان طوال أيام السنة مقيماً في الكويت أو حولها لأن عمله في البر . أما الأكثرية فعملهم في البحر كالملاحة و صيد السمك و استخراج اللؤلؤ ونحو ذلك فيتغيبون عن الكويت مدة و لهذا السبب اختاروا صباحاً حاكماً عليهم و قد وافقهم صباح على ذلك بعد ما أخذ منهم العهد على السمع و الطاعة له بالحق فوافقوه ” و يكمل حديثه ” لا نعلم شيئاً عن السنة التي اختير فيها صباح الأول للحكم و لا عن أعماله و أشهر الحوادث في عهده و المشهود على كلام الرواة أن صباحاً توفى بعد عمر طويل حوالي سنة 1190ه 1743م”.  

يقول حسين خزعل : ” لما شعر امير الحسا (محمد بن غرير) بما قام به الشيخ صباح في الكويت تحقق لديه ان اخضاعها بالقوة لطاعته اصبح من الامور المتعسرة فصار يسعى لذلك بالحسنى فطلب من الشيخ صباح ان يرسل اليه احد الكويتيين ليتفاوض معه فأرسل الشيخ صباح ولده عبدالله لغرض التفاوض فاتفقوا على الامور الآتية ( اعتراف امير الحسا باستقلال الشيخ صباح في حكم الكويت وتعقد بينهم معاهدة حسن جوار وان لا تنضم الكويت الى خصوم امير الحسا وان تنفذ جميع اوامره واوامر من سيخلفه في حكم الحساء التي يصدرونها في شأن القبائل العربية المنتشرة بين القطرين على الاصول المتعارف عليها بين القبائل) فأقر الشيخ صباح جميع هذه الشروط “.

قال د/عثمان الصالح : ” ان الشرط الأساسي الذي يجب توافره بالحاكم هو شرط نسب ذلك أن ولاية مسند الامارة منحصرة في أسرة الصباح . وعلى ذلك فشرط أن يكون من يتولى مسند الامارة أو من يكون مرشحا لشغل هذا المركز من ذرية آل الصباح هو شرط أساسي . غير أن ولاية العهد لا تنتقل بالضرورة من أب إلى إبن ، بل من أرشد إلى أرشد ، دون أن تتعدى محيط العائلة . فالشرط الوحيد الضروري والكافي هو أن يكون المرشح من عائلة الصباح. وهذه القاعدة كانت مطبقة حتى عهد الحاكم السابع مبارك الصباح (1915-1896) ، الذي حصر تولي حكم الامارة في ذريته.”

هجرة البن علي

سبق و أن بينا أن من العتوب آل بن علي ، و تذكر لنا المراجع التاريخية  أنهم هاجروا من الكويت إلى قطر في سنة 1732م ، يقول الشيخ عبدالله الخليفة و د/علي أباحسين أنه : ” قد هاجر آل بنعلي و هو قسم من العتوب من الكويت إلى “فريحة” في قطر وسكنوها حوالي عام 1145ه 1732م ”  ، و أعتقد بأن مجموعة منهم أقاموا إقامة دائمة بالكويت ، و مجموعة أخرى منهم هاجرت إلى قطر و أقامت مدة ومنهم من عاد مرة أخرى إلى الكويت.

حكم الشيخ عبد الله بن صباح ” الشيخ عبد الله الأول ”

ذكر لنا الرشيد أن للشيخ صباح الأول من الأبناء الذكور : ” عبدالله و سلمان و مالك و محمد و مبارك”  ، و يبين لنا المؤرخون أن عبدالله بن صباح بن جابر هو من تولى الحكم بعد وفاة والده الشيخ “صباح الأول” في عام 1743م ، و لُقب الشيخ عبدالله بـ”عبدالله الأول” ، و أجمع المؤرخون الأوائل ” الرشيد و القناعي و الشملان  ” أن وفاته كانت في عام 1229ه 1813م ، من أشهر الأحداث التي تمت في عهده وتحديداً خلال فترة القرن الثامن عشر هي ” معركة الرقة البحرية ، و هجرة آل خليفة من الكويت إلى الزبارة ، و بناء السور الأول ، و تعرض البلاد إلى غزوات متفرقة من سعود عبدالعزيز آل سعود و إبراهيم بن عفيصان و مناع أبو رجلين “.

حول شخصيته يقول الرشيد : ” كان عبدالله شجاعاً عادلاً عاقلاً حكيماً حليماً في سرعة الخاطر نوادر تدل على جودة ذهنه و قوة ادراكه ”   ، و يقول القناعي : ” هو أصغر أولاد صباح ، و لصباح عدة أولاد ولكن عبدالله أحسنهم سيرة و نباهة ، و قد استقام في الامارة ما يقارب سبعين سنة و توفى سنة 1229ه و تقدمت الكويت في أيامه و امتدت تجارتها إلى الهند و المليبار و اليمن و العراق ”   . يقول بريدجز : ” كان رجلاً مهيباً قوي الشخصية يكن له أهل المدينة أبلغ مشاعر الإجلال ، إذ كان لهم بمثابة أب لا حاكم . و كان الأتراك يحترمونه كما كان يوقره حتى العرب الخاضعون لآل “السعود” على الجانب الغربي من الخليج.”

حول كرم الشيخ “عبدالله الأول” يقول أحمد بن برجس أنه في سنة1763م حصل ” بعض من قبيلة العوازم على امتياز زراعة مصائد الأسماك في أماكن مخصصة في جزيرة بوبيان من رأس القايد اتجاهاً نحو الشرق ، من قبل الشيخ عبدالله بن صباح بدون أي ضرائب أو إيجار.”

هجرة آل خليفة من الكويت و معركة الرقة البحرية

تذكر لنا المراجع التاريخية أن بني كعب و هم قبيلة تنتمي إلى سبيع كانت تقوم بهجمات و مضايقات لأهل الكويت ، و منها ما تعرض له آل خليفة ، حيث تذكر لنا المراجع التاريخية ” أن أبناء الشيخ محمد بن خليفة ذهبوا إلى الدورق “الفلاحية” لجلب التمر للكويت فهاجمهم و هم في وسط النهر بعض قطاع الطرق من بني كعب فقتلوا واحداً من المهاجمين و فر الآخرون فأتت كعب إلى الشيخ عبدالله بن صباح تطالب بدم قتيلها فطلب الشيخ عبدالله من الشيخ محمد بن خليفة أن يسلم له أبناءه ليمشي بهم على كعب في الصلح فأبى الشيخ محمد بن خليفة أن يسلم أبناءه إلى الشيخ ابن صباح يقودهم إلى كعب وقال له : ان بني كعب اعتدت على ابنائي الذين دافعوا عن أنفسهم فقتلوا واحدا منهم فاذا هم يريدون الدية فأنا مستعد ان ادفع لهم بدل الدية ديات فاشتد الخلاف بينهما مما أدى إلى أن يهاجر الشيخ محمد بن خليفة من الكويت و ابناؤه مع من آزره من عشائر العتوب و تتابعت هجرة عشائر العتوب بعدها إلى الزبارة ” .

يقول لوريمر : ” في سنة 1766م ، وفي ظروف لا يمكن أن تفسر إلا تفسيراً خيالياً خالصاً انعزل فرع آل خليفة عن بقية القبيلة و انفصلوا في الزبارة بقطر حيث أسسوا لهم مستوطنة مستقلة . و تبعهم الجلاهمة بعد فترة قصيرة ، و ظل آل الصباح فقط يسيطرون على الكويت سيطرة مطلقة.”

كما أن الكعبيين كانت لهم  أطماع بالاستيلاء على الكويت فقرروا خطبة مريم بنت الشيخ عبدالله بن صباح إلى أحد أبنائهم ، وكان رد الشيخ عليهم بالرفض ، فما كان منهم إلا إرسال سفنهم لاحتلال الكويت ، و كانت سفنهم كبيرة الحجم على نقيض الكويتيين الذين خرجوا بسفن صغيرة لمواجهة بني كعب ، و اندلعت المعركة في منطقة قريبة من جزيرة فيلكا تعرف بضحالة مياهها ، بالاضافة إلى أن الرياح وقت المعركة كان ساكنة ، الأمر الذي أعاق تقدم سفن الكعبيين مما أتاح للكويتيين فرصة الإحاطة بسفن العدو من جميع الاتجاهات ، و أخذوا يجهزون على كل سفينة من سفن الكعبيين حتى كان النصر حليفهم  ، يذكر أن الكويتيين احتفظوا بمدافع الكعبيين وقاموا بنصبها على ساحل البحر كتذكار يعبر عن انتصارهم في المعركة.

بين أحمد بن برجس بأن أسرة الدواس من قبيلة العوازم قد شاركت في المعركة وقال : ” اشتراك العوازم في معركة الرقة بين الكويتيين وبني كعب حكام الأحواز حيث كان لهم في تلك المعركة سفينتين تحمل أربعين مقاتلاً منهم وتلك السفن لأسرة الدواس من قبيلة العوازم .”  

حول تحديد السنة التي حدثت فيها المعركة فإن من المتعارف عليه أن الكعبيين تم إخراجهم من البصرة إلى الأحواز عام 1178ه 1731م بسبب خلاف نشب بينهم وبين العثمانيين ، و وفق ما تواتر إلينا من المؤرخين الأوائل أن المعركة حدثت في عهد ” عبدالله الأول ” و أن “صباح الأول” توفى في عام 1743م ، و بالتالي فإن من المؤكد أن المعركة حدثت بعد هذه السنة ، واستدل الشيخ عبدالله بن خالد الخليفة ود/علي أباحسين من تقرير لاتوش المقيم التجاري في البصرة أنه ” في أواخر 1782م 1196ه دب خلاف شديد بين العتوب من جهة و مشايخ الساحل الفارسي من جهة أخرى بتحريض من “علي مراد خان” والسبب في ذلك يرجع للمنافسة على مصادر الرزق كالغوص والملاحة والقطاعة فأدت إلى نشوب غارات بين الطرفين . و أهم مصدر لدينا عن ذلك ما كتبه “لاتوش” في رسالته المؤرخة في 4 نوفمبر 1782م الموافق 27 ذي القعدة 1196ه والتي ورد فيها أنه قبل تاريخ رسالته هذه حدث أن غار أهل القرين و أهل الزبارة على البحرين و أورد لوريمر انهم احدثوا خسائر في المنامة و ساقوا معهم سفينة كانت قادمة من بوشهر. كما ذكر لاتوش عن اغراق بعض السفن في وجه النهر “شط العرب” من قبل العتوب ، تلك السفن التابعة لبندر ريق و بوشهر و بني كعب ، مما نستدل منه على أن هذه السفن التي ذكر غرقها “لاتوش” هي المعركة التي حدثت في “الرقة” قرب فيلكا بين عتوب الكويت “القرين” في عهد الشيخ “عبدالله بن صباح الذي حكم من 1171ه/1757م إلى 1229ه وبين بني كعب “” .

الغزوات المتكررة على الكويت و بناء السور الأول

عندما عظم شأن الكويت وصارت سيرتها متداولة بين التجمعات المحيطة بها تعرضت إلى غارات وغزوات متفرقة ، سوف نذكر لكم بعضاً مما قاله المؤرخ ابن غنام حول غزوات كل من إبراهيم بن عفيصان و مناع أبو رجلين للكويت ، و نلاحظ منه نظرة المنتمين لحركة محمد بن عبدالوهاب غير الصحيحة إلى أهل الكويت ، يقول ابن غنام في كتابه ” تاريخ نجد ” : ” في سنة 1208ه غزا إبراهيم بن عفيصان بأهل خرج و العارض و أهل سدير ، فشمر ساعده للجد في السير . حتى وصل إلى بلد الكويت بعد الهجوع فأناخ يهيء ما معه من الجموع حتى تفرق من تلك المطالب و رتب الجيش والكمين . ثم بعد الاسفار غارت خيول المسلمين . فخرج مقاتلة أهل البلد مجتمعين . و ناوشوا المسلمين القتال . و عقدوا للحرب المجال . ثم بعد ذلك ظهر عليهم الكمين . فولوا مدبرين وعمدوا إلى البلد مسرعين . وقتل المسلمون منهم نحو ثلاثين . و أخذا منهم غنماً كثيرة و أسلحة ثمينة شهيرة . ورجعوا إلى بلادهم فائزين و للمال والأجر حائزين ”   و يقول أيضاً : ” في سنة 1211ه غزا أهل الأحساء بغزو أميرهم أبو رجلين مناع ولم يكن لهم دون الكويت إقتناع ، لا حيلولة و لا دفاع . فصبحوا تلك البلد بعد حث و إسراع ، فأغار ذلك الجيش على أطراف البلاد ، بعد ما جعلوا لهم كميناً للجلاد ، فأخذوا غنماً كثيرة و فزع أهل البلاد بجموع غزيرة ، وعدة عظيمة شهيرة ووقع بينهم قتال من بعيد ، والرمي يصيب فيهم ويجيد ، وكل من الفئتين ليس له على الثبات من محيد . حتى طلع ذلك الكمين المعدود ، فانهزم أهل البلد وكان لهم إليها ورود . وما كان لهم دون ذلك من صدود ، فملك المسلمون أعقابهم ، وكانت كؤوس الردى شرابهم ، وعجل الله تعالى عذابهم ، فقتل منهم نيف و عشرون ، و أخذ ما معهم من سلاح وولى الباقي منهم منهزمين ”  .

وحول غزو سعود بن عبدالعزيز آل سعود للكويت يقول الشملان : ” في سنة ما ، خيم سعود على الجهراء في إحدى غزواته وكان يريد الاستيلاء على الكويت إذ بعد ذلك غادر الجهراء ونزل على الشامية و هي مورد الكويتيين ومحتطبهم لكي يضطرهم إلى التسليم بدون حرب حيث أمسك عنهم الماء و الحطب . فلم يستسلموا له . بل جلبوا الماء من جزيرة فيلكا و الحطب من البصرة و استهزاء به بعثوا إليه دواب تحمل حطباً وماءً كهدية له . عندئذ علم سعود بما يقصده الكويتيون فارتحل عن الكويت . و كانوا مصممين على الاستماته في الدفاع ويقال إن سعوداً أراد أن يحاصر الكويت مدة طويلة ولكن (حجيلان) أحد خواصه المقربين نصحه بتركها فتركها ”  

هذه الغزوات كانت سبباً و دافعاً محركاً للكويتيين كي يبنوا سورهم الأول نظراً لتعرضهم إلى الأخطار بشكل متكرر ، يصف القناعي هذه الأخطار قائلاً : ” أن الكويت كانت مهددة من سعود بن عبدالعزيز آل سعود من جهة الجنوب و من أمراء المنتفق من جهة الشمال مما اضطر الكويتيون إلى بنائه – يقصد السورالأول – و يقول : ” كان أوله من الجهة الشرقية جناح نقعة ابن نصف الشرقي ، و آخره من جهة الغرب جناح نقعة سعود القبلي (قرب المدرسة الأحمدية الآن ) ثم زيد هذا السور في زمن جابر بن عبدالله من الجهة الغربية فصار آخره من جهة الغرب جناح نقعة ابن عبدالجليل الشرقي . و قد جعلوا للسور ستة أبواب . فالأول من جهة الشرق يسمى ( دروازة ابن بطي ) و هو شرقي بيت ابن نصف ، و الثاني (دروازة القروية) و هو يقابل محلة القناعات من جهة الجنوب ، و الثالث يسمى (دروازة آل عبد الرزاق ) في جنوب المسجد الآن ، و الرابع (دروازة الشيخ) وهو محل الصنقر و يسمى محل ادهيمان ، و الخامس دروازة السبعان ، وهو شرقي بيت ابن بحر حوالي مدرسة البنات الآن ، والسادس يسمى (دروازة البدر) وهو بقرب مسجد الصقر ، و يقال أن جنوبي بيت عثمان الراشد باب يسمى (دروازة الفداغ) .”  

يقول سالم بن علي أبو قماز : ” أن السور كان ممتداً من حي النصف في الشرق إلى حي البدر في القبلة و كانت له خمسة أبواب تسمى دروازة و هذه أسماؤها :

1- دروازة العبدالرزاق .

2- دروازة الفداغ عند بيت الراشد .

3- دروازة إمديرس عند بيت ابن بحر.

4- دروازة ابن بطي عند بيت النصف.

5- دروازة البدر في القبلة . ”  

بين د/ يعقوب يوسف الغنيم بأن السور الأول قد سبقه سور آخر و يقول :  ” قد سبقه سور غير متكامل و هو عبارة عن جدران تسد بعض الفتحات التي تطل على جنوب البلاد ، و موضع هذه الجدران التي سميت سوراً يبدأ من شرقي المسجد الكبير ماراً بمسجد السوق و مسجد الحداد و مسجد العدساني ، إلى فريج سعود عند مسجد مديرس الحالي”  

قال سيف الشملان : ” على حسب معلوماتي من الكتب التاريخية و من رواة تاريخ الكويت الثقاة وخاصة المرحوم أحمد المحميد والمرحوم مبارك الناصر وسجلت معهما مقابلات لبرنامجي التلفزيوني (صفحات من تاريخ الكويت) ، وأذيعت تلك المقابلات ، بأن سور الكويت الأول بني في عهد الشيخ صباح الأول بن جابر جد أسرة آل الصباح ، الذي اختاره الكويتيون حاكماً عليهم ، بعد أن أسسوا مدينة الكويت حوالي سنة 1125ه -1713م ، ولا تعرف السنة التي اختير بها حاكماً ، وكانوا عبارة عن جماعة واحدة ، كما أنه لا تعرف السنة التي بني بها سور الكويت الأول … السور الأول : كان سوراً صغيراً عبارة عن سد لمنافذ الطرق (السكيك ) المؤدية إلى البر على شكل قوس من البحر إلى البحر ، حده من الشرق بجوار مبنى وزارة التخطيط من الشرق ، ومن الغرب بجوار مبنى البنك المركزي من الغرب ، ومن الجنوب بجوار مسجد السوق الكبير شمالاً والمسجد لم يبن بعد كان أرضاً فضاء خارج السور ، وبالقرب من البوابة الرئيسية للسور بداية المناخ نسبة لسوق المناخ داخل السور مناخ الإبل.”

بناء السور الثاني

حول بناء سور الكويت الثاني قال سيف الشملان : ” على حسب معلوماتي من أقوال الرواة وخاصة المرحوم أحمد المحميد فإن السور الثاني بني سنة1200ه/1785م ، في عهد الشيخ عبدالله الأول بن صباح الأول حاكم الكويت الثاني وكان سوراً كبيراً على شكل قوس من البحر إلى البحر حده من الشرق نقعة النصف في حي النصف ، ومن الغرب جناح نقعة سعود في حي سعود نسبة للشيخ سعود بن محمد بن صباح الأول حول عمارة الغنيم ، ومن الجنوب دروازة العبدالرزاق ، وللسور ست بوابات وفي رواية سبع بوابات والبوابة الرئيسية بوابة الشيخ ، مدخل السوق الداخلي قرب ساحة الصرافين “.

نشأة القضاء في الكويت

بعد أن تزايدت أعداد السكان في الكويت ، أصبح من الضروري أن يكون لها حاكم ، كما أصبحت مسألة وجود قاضٍ مسألة ضرورية و طبيعية ، لذلك عين أول قاض في الكويت و هو الشيخ ” محمد بن عبد الوهاب بن عبدالله بن فيروز بن محمد بن بسام بن عقبة بن ريس بن زاخر بن محمد بن علوى بن وهيب التميمي  ”   ، ولد في عام 1661م  و هو من بلد أشيقر في نجد و قد تلقى علومه الشرعية فيها على يد خاله الشيخ سيف بن محمد بن عزاز ، و قد انتقل بعد ذلك إلى الأحساء ، و من ثم إلى الكويت حيث مارس فيها القضاء حتى وفاته سنة 1722م ، ليخلفه الشيخ أحمد العبد الجليل من بني تميم و الذي بقي حتى عام 1751م ، حيث تنازل عن القضاء للشيخ محمد بن عبد الرحمن العدساني ، و الذي استمر قاضياً حتى سنة 1782م ، حيث اعتزله ليتولاه الشيخ محمد بن محمد بن عبد الرحمن العدساني و الذي ظل في منصةِ القضاء حتى وفاته سنة 1793م ، ليخلفه بعد ذلك الشيخ محمد بن صالح بن حسين العدساني.

في سنة 1782م ورد في سجل المحكمة الشرعية بالبصرة أن أحد أهالي البصرة ادعى فقده سفينة من نوع ” بتيل” و قال أنه وجدها فيما بعد في الكويت ، فذهب للاحتكام عند قضاء أهل الكويت ، فأبلغ بأن يتجه لقضاء البصرة لأنه من أهلها.

مسجد الخليفة

يعتبر مسجد الخليفة أحد أقدم المساجد في الكويت ، و يعد ترتيبه الثاني بعد مسجد ابن بحر ، حيث ذكر د/ علي أبا حسين أن المسجد بناه الشيخ خليفة بن محمد آل خليفة سنة 1126 ه – 1714م ، و عرض وثيقةً تفيد أن المسجد أوقف عليه قطعة نخيل في منطقة المبرز في الأحساء تم منحها من قبل آل حميد إلى العتوب بسبب مساعدتهم في فتح القطيف عام 1670 م   ، يقول د/ عماد العتيقي حول وقف نخل القطيف بأن من أوقفه هو خليفة بن فاضل بن خليفة على مسجد الخليفة ، و بين أن : ” هذا الوقف مسجل في دائرة الأوقاف في الكويت باسم خليفة بن فاضل على مسجد الخليفة الكائن في الكويت . و حجته الأصلية مفقودة ولكن الحجة الموجودة هي شهادة شهود مؤرخة في 20 محرم 1306ه ، وتؤكد أن النخل الواقع في القطيف المسمى “أبو كلبي” في أم الحمام تبع سيحة الجش هو وقف لخليفة بن فاضل على مسجد الخليفة في الكويت ، تصرف صافي مصالحه على إمام المسجد المذكور و مؤذنه و خطيبه و ذلك بواسطة المتولين على النخل ، و أولهم الموقف بنفسه . و جملة الذين تولوا الوقف المذكور أحد عشر شخصاً يصرفون الوقف في طرقه حسبما رتبه الواقف . و أوردت الوثيقة عدد ثمانية شهود . و تلاها تقرير للقاضي قاسم بن مهزع في البحرين بثبوت وقف النخل من خليفة بن فاضل الفاضل على مسجد الخليفة بالكويت تصرف غلته للقائمين بوظائف المسجد المذكور من مؤذن و إمام و خطيب جمعة . وقد أثبت القاضي ذاته شهادته بأنه شاهد صرف غلته النخل المذكور من حمود بن محمد الفاضل و عبد الله بن حمد الفاضل على القائمين بوظائف المسجد المذكور و هؤلاء المتولين هم من ذرية الواقف بالبحرين و صاحب الوقف هو ابن عم الشيخ خليفة بن محمد المذكور أعلاه . نشأ كلاهما في الكويت في ظل عشيرتهما العتبية قبل أن يستقر الرأي على الرحيل و كان خليفة بن فاضل من كبار أعيان العتوب في الكويت وتجارهم و محسنيهم حيث ينسب إليه بناء مسجد الخليفة التاريخي في تلة بهيتة في مدينة الكويت ويقدر أنه عاش ما بين 1126ه – 1183ه أو بعدها و له من الأولاد عشرة و هو ممن انتقل مع آل خليفة بل هو ممن ساهموا في قرار الرحيل ، حيث خالفه أخوه مبارك و بقي في الكويت “.  

يقول الشيخ محمد النبهاني : ” جامع الخليفة أسسه أحد العائلة الخليفية حكام جزيرة أوال و قيل هو من آل فاضل أهل البحرين و يقال أن الشيخ مبارك الصباح وسع مساحته زمن السلطان عبدالحميد الثاني العثماني و سماه الحميدي نسبة للسلطان ” .

يقول المؤرخ محمد علي التاجر في كتابه ” عقد الآل في تاريخ أوال ” : ” بعض من آل جميلة حلوا بسيف البحر مما يلي نواحي كاظمة و هو الموضع المعروف بالكويت و هم أحمد بن محمد الفيصل و من يليه من أهله و قرابته و عشيرته و نزلوا بها مطمئنين مسرورين على أن المنية عاجلت الشيخ أحمد فانتقلت زعامة العشيرة إلى ابنيه خليفة و فاضل اللذين رزقا بولدين دعا خليفة ولده بمحمد و دعى فاضل ولده بخليفة ” ، يقول ناصر الخيري في كتابه ” قلائد النحرين في تاريخ البحرين ” : ” خليفة بن فاضل جيء له براشد و علي و مبارك و محمد و فيصل و سبع بنات و لما كبر جمع العائلة و تكاثر أفرادها عُرفوا بآل فاضل “.  

نستشف من خلال ما سبق ذكره أن مسجد الخليفة تعود تسميته إلى خليفة بن فاضل وفقاً للأدلة التي بيناها ، يعطينا المؤرخ عدنان الرومي موقع المسجد و يبين أنه : ” يقع في مكانه القديم على السيف في حي الوسط و بالذات في حي الشيوخ منه ، و هو من المساجد التي تقع داخل السور الأول أما الآن فلا يزال في موقعه القديم على شارع الخليج ، شرقي مسجد الدولة الكبير ، مقابلاً لمبنى وزارة الخارجية الجديد ، و مجاوراً لوزارة التخطيط ”   ، كما يقسم لنا الرومي أوقاف المسجد إلى نوعين الأول داخل الكويت و الثاني خارجها ، الأوقاف الخارجية في الأحساء وهي :

1- وقف خليفة بن محمد آل خليفة : وهو من نخيل القطيف الذي أعطي من آل حميد إلى آل خليفة من العتوب عام 1670م مكافأة لهم على المشاركة في فتح القطيف ، و أن النخل لا يزال في يد أبناء الشيخ أحمد بن سليمان آل خليفة .

2- وقف خليفة بن فاضل : وهو غلة النخل الواقعة في القطيف المسمى أبو كلبين في الحمام تبع سبخة الجش بموجب وثيقة عام 1888م.

أما الأوقاف الداخلية فهي ثلاثة :

1- عمارة مقابل المسجد أوقفها الشيخ سالم المبارك الصباح على من يقوم بواجب الإمامة و الآذان في المسجد ، و كانت بيد عبدالعزيز حمادة منذ تاريخ  20 /4/1920م و حتى عام 1954م حيث سلمت إلى الأوقاف.

2- عقار مساحته 130 م2  في الشرق حي النومان وهو عبارة عن بخار .

3- دكان واقع في سوق الحمام القديم تسلمته دائرة الأوقاف عن طريق وضع اليد مدة طويلة دون منازع.

في حين نجد قطاع المساجد في وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية يقول حول المسجد : ” يعتبر مسجد الخليفة واحداً من أقدم المساجد و أكبر المساجد التراثية القائمة في الكويت حتى الآن، وقد بني سنة 1226هـ ـ 1811م، حسب مصادر دائرة الأوقاف العامة وقد أسسته عائلة آل خليفة الحاكمة في البحرين بعد رحيلها من الكويت، ولاقى المسجد اهتماماً كبيرا من عائلة الصباح الحاكمة ليس لأنه يقع بالقرب من فريج الشيوخ في منطقة الشرق فحسب بل لأنه اعتبر مسجد الدولة الرسمي حتى عهد قريب كما يبرهن على اهتمام آل الصباح بالمسجد قيام الشيخ مبارك الكبير بتجديد بنائه وتوسعته في سنة 1319هـ ـ 1901م وذلك على نفقته الخاصة.

أغلب المسجد القائم هو ما تم بناؤه في سنة 1901، وقد بنيت حوائط المسجد في ذلك الحين من الطين وأسقفه من خشب (الجندل)، واحتوى المسجد على مدخلين أحدهما رئيسي مقابل البحر من ناحية الشمال، والمدخل الآخر من ناحية الجنوب على تل بهيته، حيث يتم الدخول إلى المسجد نزولاً عدة درجات، وقد كانت تحيط الشوارع والسكك بالمسجد من ثلاث جهات تاركة الجهة الشرقية مجاورة للمنازل، أما دورات المياه والوضوء فقد كانت من الناحية الشمالية الشرقية ناحية البحر. والليوان كما هو عليه الآن كبير ويتكون من صفين من الأعمدة الخشبية وبه محراب خاص به حيث كانت تقام الصلوات في الليوان والحوش أثناء أيام الصيف الحارة، أما المنارة فكانت قصيرة ويتم الصعود إليها من خلال درج مفتوح على حوش المسجد.

وفي منتصف الخمسينات من القرن العشرين تم عمل تعديلات كثيرة من قبل دائرة الأوقاف العامة على الجزء الشرقي من المسجد شملت هدم وإعادة بناء لحوائط حوش المسجد والمنارة ودورات المياه والوضوء، كما شملت التعديلات إضافة نقوش أسفل الحوائط الخارجية للمسجد وقد تمت إعادة بناء ما سبق ذكره بواسطة الخرسانة والطابوق الأسمنتي، وتمت المحافظة في هذه الفترة على الحوائط الطينية للحرم والليوان إضافة إلى سقف الجندل التقليدي، وفي فترة لاحقة تمت إزالة سقف الجندل وطبقات الطين فوقه وتم استبدالها بسقف صناعي من الخشب وجلمون حديد مغطى بألواح الحديد (الشينكو)، تمت تغطية الحوش ببلاط الموازيك، ونظرا لقربه من المسجد الكبير الذي بني فترة الثمانينات من القرن العشرين ولحالته الإنشائية غير المرضية تم غلق المسجد أمام المصلين.

وفي سنة 1996م قامت الأمانة العامة للأوقاف بتأسيس لجنة مشروع المساجد التراثية بالتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية وبلدية الكويت والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، حيث اعتبر هذا المسجد من أهم المساجد التراثية والواجب المحافظة عليها، وتم عمل التوثيق والاختبار للمسجد في سنة 1997 م، وبوشر بأعمال التصميم على أساس المحافظة على المسجد وإضافة توسعة داخل الحوش لسكن الإمام والمؤذن. وقد بوشر بالتنفيذ في منتصف سنة 2000م لتنتهي في سنة 2001 م.

وفي سبيل المحافظة على الطابع التراثي للمسجد تمت إعادة وضع مواد السقف القديم في (الجندل ) والباسجيل والحصير وتمت المحافظة على الحوائط الطينية للمسجد والبالغة سماكتها حوالي المتر، كما تمت إزالة بلاط الموزايك في الحوش والليوان، وتم تركيب بلاط من الآجر الجديد بنفس المقاس وتوزيع الآجر القديم الذي وجد تحت بلاط الموزايك، كما تمت المحافظة على بقايا بلاط الآجر القديم في الحرم حيث غطي بطبقة من النايلون والخرسانة المسلحة. إضافة إلى ذلك، تم اكتشاف فتحات للإنارة والتهوية فوق كافة شبابيك الحرم كان قد تم غلقها في فترات سابقة بالمباني، وتمت إعادة فتحها ووضع شبابيك خشبية في هذه الفتحات، وتم ترميم مكان شرب المياه (الحب ) في الحوش حسب موقعه القديم، أما من الناحية الإنشائية فقد تم حقن التربة حول قواعد الحوائط الطينية وأسفلها وذلك لتقويتها، وتمت معالجة الشروخ في الحوائط حسب الطريقة القديمة من خلال عمل جبيرة من خشب الجندل متعارضة مع اتجاه الشرخ، وتم عمل المساح بنفس المواد المستخدمة قديماً وهي الجص (الجبس) وقد تم استخدام معلقات الإضاءة مطابقة من حيث الشكل لتلك المعلقات المستخدمة في سنوات الخمسينات.

وبالنسبة إلى تكييف المسجد، فقد تم تكييفه بواسطة المياه المبردة إلى الوحدات المنفصلة داخل الحرم، وتم اختيار وحدات التكييف الأرضية كي لا تؤثر على المظهر الجمالي للأسقف الخشبية والحوائط، وقد تمت المحافظة على الأقواس الجبسية في المداخل والشبابيك والمكونة من ثلاثة أقواس، إضافة إلى أنه تمت المحافظة على الشبابيك والأبواب والأعمدة والجسور الخشبية كما هي، ولإبراز اختلاف مواد وعمر المبنى تم استخدم اللون الأبيض للأجزاء المبنية سنة 1901م وهي الحرم والليوان، واستخدام اللون البني الغامق للأجزاء المبنية في سنة1955م وهي حوائط الحوش والمنارة وغرفة الوضوء، وتم استخدام اللون البني الفاتح للجزء المبني في سنة 2001م وهو سكن الإمام والمؤذن، ولا يفوتنا هنا أن نذكر بأنه أثناء أعمال الترميم فقد تهدم جزء من الحائط الطيني الجنوبي للمسجد وذلك بسبب الرياح الشديدة والأمطار التي هطلت أثناء أحد أيام الشتاء في سنة 2000م، كما أن هناك سبباً آخر لسقوط الجدار وهو ضعف أساساته بسبب وجود أملاح أضعفته، والتي تكونت بسبب وجود دفان عالٍ في الناحية الخارجية للمسجد، وقد تمت إعادة بناء هذا الحائط الطيني بنفس مواد الطين و التبن المستخدمة قديماً سواء للطابوق الطيني أو المساح بالطين ثم عملت الطبقة النهائية للمساح بواسطة الجص (الجبس) من الناحية الداخلية للمسجد مع إعادة تكوين الأقواس المتداخلة.”

هكذا يتبين ويتضح لنا تاريخ العتوب في الكويت خلال تلك الفترة الزمنية القديمة والتي نجد لزاماً علينا تسليط الضوء عليها لأهميتها في تاريخ الكويت.

بقلم خالد طعمة الشمري

مؤرخ كويتي

Leave A Reply

Your email address will not be published.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

porn leader
http://xvideos4.pro
free porn