تواصلت التداعيات وردود الأفعال إزاء اختراق حساب وكالة كونا عبر تويتر، وسط مخاوف من تكرار هذا الاختراق في أجهزة الدولة الحساسة، فضلاً عن التساؤلات حول الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الوزارات والجهات المعنية لحماية المعلومات والبيانات، في ظل تزايد الهجمات الإلكترونية، والتي أصبحت حروباً تقنية تستهدف البنية التحتية المعلوماتية لدول العالم كافة، وهو ما حذرت منه القبس غير مرة. حكومياً، أعلن رئيس مركز التواصل الحكومي الناطق الرسمي باسم الحكومة طارق المزرم اختراق حساب وكالة كونا، مشددا على ان ما ورد فيها من انباء عن انسحاب القوات الاميركية غير صحيح. ومن جانبها نفت «كونا» قطعيا صحة ما تم تداوله حول نشرها تصريحا لنائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ أحمد المنصور حول انسحاب القوات الأميركية من الكويت. وأكدت الوكالة أنها لم تبث اي خبر بهذا الشأن، مشددة على ضرورة تحري الدقة في تداول المعلومات والاخبار ونقلها والحرص على استقاء المعلومات من مصادرها الصحيحة والرسمية. ولفتت انتباه المشتركين وقراء النشرة على الموقع الالكتروني الى انه تم اختراق حسابها على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، مؤكدة أنها تحتفظ بحقها القانوني في مساءلة أي جهة او شخص يثبت وقوفه وراء هذا الخبر غير الصحيح أمام القضاء. إلى ذلك جاء اعلان اختراق حساب «كونا» في تويتر على غير المتوقع ووضع عدة سيناريوهات أمام المحققين في سير الأمر بعد بث أخبار كاذبة. وأكدت مصادر في الأمن السيبراني الدولي لـ القبس أن موضوع الاختراق لحساب تويتر الخاص بـ «كونا» صحيح، لكن الطريقة التي نفذت بها العملية لا تزال مجهولة نظرا لأنها استهدفت حسابا شخصيا على موقع تويتر وليس منظومة معلوماتية الكترونية خاصة بجهة حكومية أو رسمية. وبحسب المصادر فإن الاختراق الذي تم ربما استهدف أحد الأجهزة الذكية الخاصة بالأفراد المتحكمين بحساب تويتر التابع لوكالة الأنباء الكويتية من خلال ارسال رابط الكتروني تم فتحه، وبالتالي تمت عملية نسخ الرقم السري ثم تمكن المخترق من فتح الحساب او متابعته من خلال جهاز آخر دون أن يشعر المستخدم بذلك. وأشارت إلى أن عملية بث الخبر لم تكن وليدة اللحظة، بل استغرقت وقتا طويلا من التدريب والتتبع، انها قامت على محاكاة مستخدم الحساب والكتابة وفق طريقته وأسلوبه في البث، اضافة إلى الطريقة المعتمدة لدى الوكالة، وبالتالي كانت أقرب إلى الواقع. وذكرت المصادر أن المشكلة التي تسببت في الأمر قائمة في غالبية الجهات الحكومية، حيث يتم توزيع رمز المستخدم للجهة عبر شبكات التواصل الاجتماعي على موظفين ومديرين وأحيانا شركات خاصة لإدارة الحساب مما يسهل عملية الاختراق نظرا لأن القائم عليها يستخدم الحساب عبر جهازه الشخصي. وتابعت المصادر بالقول: قامت وزارة الداخلية ومن خلال فرقها المختصة بزيارة لمقر وكالة الانباء الكويتية (كونا) وفتح تحقيق بالحادثة، لافتة إلى ان هناك عدة اجهزة «خاصة» يسمح لها ببث الاخبار عبر شبكات التواصل الاجتماعي الخاصة بالوكالة وربما تتجاوز 3 أشخاص أحدهم «مقيم». أما السيناريو الآخر، فتوقعت المصادر أن يكون الأمر مرتبطا بتعمد بث الأخبار عن طريق أحد المستخدمين المخولين نظرا لأن أحدهم وقع قبل أيام في بث أحد التقارير الخاصة بمقتل «سليماني» وما لبث أن تم شطبه من موقع «كونا» نظرا لتسببه في احراج وتنديد واسع لها. في المقابل، أكد خبير ومحقق أمن المعلومات والرئيس التنفيذي لشركة سايبركوف م.عبدالله العلي لـ القبس أن الحرب الإلكترونية اليوم تُعد إحدى الأدوات الرئيسية في الصراعات الحديثة ما يشكل خطراً كبيراً مثل اختراق البنية التحتية والتحكم بها وتعطيلها مثل اختراق انظمة الطاقة والكهرباء وشركات النفط والغاز والأنظمة المصرفية. وذكر العلي أن اختراق وسائل الاعلام ومصادر المعلومات والحسابات الرسمية هو من أساليب الحرب النفسية ثم بث المعلومات المغلوطة والكاذبة وانتحال صفة المسؤولين واصدار البيانات ولو بشكل مؤقت يؤدي لزعزعة ثقة الناس بتلك المصادر أو فقدان الثقة فيها، لاسيما اذا انتشرت تلك الاخبار والبيانات الكاذبة على المستوى الدولي، فإذن الضرر يكون بالغاً للغاية. وأفاد بأن «اختراق حساب «كونا» يَجب أن يُؤخذ على محمل الجد. وزاد العلي: تعاني الكويت بشكل عام من ضعف كبير في مستوى «الوعي» والفهم الحقيقي للمخاطر السيبرانية وعدم وجود استراتيجية واضحة لإدارة هذا النوع من الاحداث سواء على المستوى الحكومي او المؤسساتي وهذا ما جعلنا اليوم الضحية رقم 1 في الصراع الايراني الاميركي.
