تسعى سلطات الصحة في جميع أنحاء العالم إلى إيجاد طرق لتزويد مستشفياتها بمزيد من أجهزة التنفس الصناعي للتعامل مع الأعداد المتزايدة من المرضى المصابين بفيروس كورونا. ويعرض مصنعو السيارات المساعدة في إنتاج المزيد من الأجهزة، وفي نيويورك، قال عمدة المدينة بيل دي بلاسيو إنه بحاجة إلى 15000 جهاز. وفي حين أن الغالبية العظمى من الأشخاص الذين يصابون بالفيروس يعانون من أعراض بسيطة، يحتاج نحو %6 من المصابين إلى رعاية في المستشفى، في حين أن كبار السن معرضون لخطر أكبر. تقول السلطات الأسترالية إنها واثقة من أنها تستطيع تجنب أي نقص في أجهزة التنفس الصناعي. وقال خبراء لصحيفة الغارديان إن هذه الجهود ستكون حاسمة، لأن نقص أجهزة التنفس مخاطرة بالأرواح. يقول البروفيسور ديفيد ستوري، نائب مدير مركز العناية المركزة المتكاملة بجامعة ملبورن، واختصاصي التخدير في مستشفى «أوستن»: «سبب هذه الأزمة هو أنه من دون أجهزة التنفس الصناعي، سيموت المرضى». وقال البروفيسور ساراث رانجاناثان، عضو مجلس إدارة جمعية الرئة الأسترالية ومدير طب الجهاز التنفسي وطب النوم في مستشفى ملبورن الملكي للأطفال: «التجربة في إيطاليا وإسبانيا، وطريقة حساب علماء الرياضيات حول العالم، تشير إلى أن عدد الأشخاص الذين سيصابون بأعراض شديدة جراء فيروس كورونا سيتجاوزون إلى حد كبير القدرة على رعايتهم باستخدام دعم الجهاز التنفسي. ومن دون الوصول إلى أجهزة التنفس الصناعي سيموت العديد من المرضى المحتمل إنقاذهم». 1 – ما هو جهاز التنفس الصناعي؟ وكيف يعمل؟ هو آلة تُستخدم لدعم المرضى الذين يعانون من أمراض تنفسية شديدة تؤثر على الرئتين، بما في ذلك الالتهاب الرئوي. وقبل وضع المريض على جهاز التنفس الصناعي، يقول ديفيد ستوري إن الطاقم الطبي – غالباً من أطباء التخدير – سيقومون بإجراء يسمى «التنبيب». وبعد تسكين المريض وإعطائه مرخي للعضلات، يتم وضع أنبوب من خلال الفم إلى القصبة الهوائية، وهو إجراء روتيني، ولكن مع مرضى «كورونا»، يحتاج الطاقم الطبي إلى اتخاذ الاحتياطات القصوى للتأكد من عدم انتقال العدوى إليهم، ويضيف: «لدينا أشخاص تقريباً يرتدون بدلات كاملة (لمنع العدوى)». ويتم بعد ذلك توصيل أنبوب بجهاز التنفس الصناعي ويمكن للطاقم الطبي ضبط معدل دفع الهواء والأكسجين إلى الرئتين وضبط مزيج الأكسجين. 2 – متى يوضع المريض على جهاز التنفس الصناعي؟ قبل اتخاذ قرار وضع مريض على جهاز التنفس الصناعي، يقول ديفيد ستوري إن الأطباء يبحثون عن علامات «فشل تنفسي»، مضيفاً: «سيزداد معدل التنفس، سيبدون واهنين، وترتفع نسبة ثاني أكسيد الكربون في الدم وقد يصبحون في حالة تخدير». ويشير إلى أنه في حين أن معدل التنفس الطبيعي هو حوالي 15 نفساً في الدقيقة، فإن وصول المعدل إلى 28 في الدقيقة، إشارة إلى أن جهاز التنفس الصناعي ضرورة. وقبل وضع المريض على جهاز التنفس، يقول البروفيسور جون ويلسون، الرئيس المنتخب للكلية الملكية الأسترالية للأطباء وطبيب الجهاز التنفسي، إنه قد تكون هناك محاولات أخرى لزيادة مستويات الأكسجين لدى المريض. ويمكن أن تتضمن طرق التهوية «غير الغازية» عبر الأقنعة وخزانات الأكسجين. ويقول ديفيد ستوري، إنه مع إصابات كورونا، كان الطاقم الطبي يتطلع إلى تجنب الطرق غير الغازية لأن المرضى يسعلون، ما يزيد من خطر انتقال الفيروس إلى الطاقم الطبي. 3 – متى يحتاج المريض إلى جهاز التنفس الصناعي؟ وإلى متى؟ يقول البروفيسور ساراث رانغاناثان إنه بمجرد أن يرى الطبيب أن المريض يحتاج إلى جهاز تنفس، «فهو مطلوب بسرعة». يقول: «يمكن استخدام أشكال التهوية اليدوية مثل استخدام قناع الأكسجين مع المريض لوقت قصير من الزمن، ولكن عادة ما يتم ربطه بجهاز التنفس الصناعي في غضون 30 دقيقة إذا كان الوضع حرجاً». ويشير ستوري إلى أن الحالات المصابة بشدة بفيروس كورونا، يمكن أن تتطور إلى حالة تهدد الحياة تسمى متلازمة الضائقة التنفسية الحادة والتي تتطلب أجهزة التنفس الصناعي لتوصيل كميات أقل من الأكسجين والهواء، ولكن بمعدلات أعلى. وقد يعني هذا أن المريض قد يحتاج إلى استخدام جهاز التنفس الصناعي «لأسابيع». ولتفادي المضاعفات الناجمة عن نزول أنبوب التنفس إلى الحلق، يقول ستوري إنه يمكن ثقب الرقبة وصولا إلى ثقب القصبة الهوائية. وإذا تطورت أعراض المتلازمة فسيكون المرضى في وحدة العناية المركزة لأسابيع وسيموتون بدون أجهزة تنفس صناعي. 4 – لماذا يحدث نقص في أجهزة التنفس الصناعي؟ وماذا يجب فعله لتجنب ذلك؟ أحد أكثر الطرق وضوحاً لتجنب نقص أجهزة التهوية، هي تقليل عدد الإصابات بالمرض في المقام الأول، ما يعني اتباع جميع النصائح الصحية، بما في ذلك التباعد الاجتماعي وقواعد النظافة.
