«سبحان مغير الأحوال»، لا شك أن هذه العبارة تتردد على ألسنة من يتأمل أوضاع جليب الشيوخ قبل العزل وبعده، فهذه المنطقة التي يقطنها مئات الآلاف من المقيمين كانت طوال تاريخها حافلة بالزحام والضوضاء والتلوث البصري والسمعي، فضلاً عن الفوضى التي جعلتها منطقة عشوائية بامتياز، لكنها أصبحت بين ليلة وضحاها ساكنة تماماً بعد قرار مجلس الوزراء عزلَها هي وشقيقتها «المهبولة»!. وكشفت جولة القبس في المنطقة صباح أمس عن هدوء في الشوارع والطرقات الرئيسية، وبدت بعض مناطقها كأنها خالية من البشر حتى بعد انتهاء ساعات الحظر الجزئي، في حين انتشرت دوريات الأمن والآليات العسكرية لتكريس الانضباط وفرض القانون، وضبط أي مخالفات. وفي الوقت الذي أصبحت فيه الحياة بكل جوانبها رهن مستجدات «كورونا»، تبدو منطقة الجليب لناظرها في مرمى تحولات كبيرة بعد انتهاء أزمة الفيروس المستجد، فالقرارات المرتقبة الهادفة لإصلاح خلل التركيبة السكانية لا بد أن تضع بؤرة العشوائية في عين الاعتبار، بل على رأس أولويات إعادة الهيكلة لحذف كل ما من شأنه تشويه الصورة الحضارية للبلاد.
