وسط الرغبات العارمة لدى كل الكويتيين الموجودين خارج البلاد في العودة إلى أرض الوطن، وبينما يترقب كل الموجودين في عواصم العالم مواعيد رحلات الإجلاء لنقلهم إلى البلاد، اختار بعض المواطنين البقاء في باريس، إن لعمل أو لدراسة أو تدريب. ومع اختتام الموجة الثانية من الرحلات الجوية لإجلاء المواطنين من الخارج أمس وبينها رحلات من فرنسا التي تربطها بالكويت علاقات تعاون متميزة في مجالات متنوعة، من مظاهرها دور الكويت الإنساني في إعادة العالقين الفرنسيين والأوروبيين على أراضيها على متن رحلات المرحلة الاولى من إعادة المواطنين الكويتيين من الخارج، وهو ما حظي بإشادة فرنسية، وفق تصريح سفير الكويت لدى باريس سامي السليمان، الذي التقته القبس. كانت فرنسا تستضيف على أرضها نحو 1165 كويتياً قبل رحلات الإجلاء الأولى، وقدمت وما زالت الرعاية الصحية اللازمة للمرضى الكويتيين، لا سيما المرتبطين بخطط علاجية ممتدة. ويؤكد السليمان توفير الرعاية الكاملة للمواطنين الذين تواجدوا في فرنسا، سواء مرضى أو طلبة أو سائحين، «امتثالاً للتوجيهات السامية وتعليمات وزير الخارجية الشيخ د.أحمد الناصر ولجنة الطوارئ العليا برئاسة نائب وزير الخارجية خالد الجارالله». وشكّلت السفارة، وفق ما أوضحه السليمان لـ القبس، لجنة طوارئ من أعضاء البعثة والمكاتب الفنية الملحقة لمتابعة شؤون كل المواطنين الكويتيين المتواجدين على الأراضي الفرنسية، للتواصل مع المدرجين على كشوفها من قبل الأزمة، وهم من فئات المرضى المبتعثين بقرارات علاج بالخارج، وطلبة وأطباء وفنيين وعسكريين، وتم حصر المرافقين لهم من غير المسجلين بتلك الكشوف. وفي مرحلة لاحقة، تم تقصّي المتواجدين بغرض السياحة في جميع انحاء فرنسا والتواصل معهم وإدراج أسمائهم في كشوف الراغبين في العودة. وقبل تعليمات مجلس الوزراء بتعليق الرحلات الجوية «تم اجلاء 231 مواطنا على رحلتي الخطوط الجوية الكويتية يومي 12 و13 مارس الماضي، في وقت توقّفت فيه الرحلات بشكل شبه تام لانخفاض الطلب»؛ ولذلك أبدى السفير تقديره لــ «الدور الذي لعبته الخطوط الجوية الكويتية وسلطات الطيران المدني بتوفير هاتين الرحلتين».
