milf xxx
brutal twink brutal anal gangbang. kissjav.ninja
miho wakabayashi in drilling.indianxnxx

خيال المآتة مقال للدكتور علي زين العابدين

0

خيال المآتة

لا تزالُ تذكر وأنتَ صغير السن أنكَ كنتَ تحب التنقل في قريتك الزراعية بين الحقول والمزارع ليس لحاجةٍ وإنما لشعورك بإحساسٍ غريبٍ وأنت تتجول حول الأشجار والنباتات، هذا الشعور الذي لا يستوعبه مَن عاش طيلة حياته في أماكن ضيقة لا يشعر فيها براحةٍ نفسيةٍ أو جسدية.
هكذا كان الحال معي حيث كنت أتجول صغيراً في هذه الحقول الزراعية، وأراقب المزارعين وأفعالهم عن بُعد، كان المزارع في حركة نشاط دائمة، فإذا ما انتهى من حصد زرعته شرع في زراعة أخرى، فالحياةُ هادئة، والنفوس راقية، والأخلاق حسنة، والطباع سليمة، والخير كثيرٌ، والعمل مستمر على مر الأيام، والقُرى عامرة بالخيرات.
كان الأمر الذي يُثير دهشتي ويلفت انتباهي، ولعله واجهكَ في هذه الحقول تلك الصورة المتكررة، وهي صورة المزارع الذي ينثر في أرضه الحبوب، ثم يقوم بري الأرض، وقبل نثره الحبوب يقيم في أرضه عدة قطع خشبية يضع على كلّ قطعةٍ منها ثياباً بالية قديمة.
لا تخلو أرضُ فلاحٍ من الفلاحين مِن وضع هذه القطع في أرضه، فإذا مرّ بأرضه الطير كانت تلك الثياب البالية والمتقطعة وازعاً له عن التقاط الحب، فهو يحمي الحب من أن يلتقطه طائر، وهو عندهم مثل الشبح ينصب حتى تفزع منه الطيور.
هذا الشيء يدعى بالفصحى (شاخص) و (مجدار)، ويقال له في بعض النواحي (الفزاعة)، ويسمى بالعامية (خيال المآتة)، وهو يشكل جزءاً من الأشياء المهمة التي يستند عليها الفلاحون، بل ويتفننون في تركيبها وعرضها، ويتنافسون فيما بينهم على إظهار الجمال والتخويف منها في نفس الوقت.
إذا وضع الفلاح هذا الشاخص اطمأن على زرعته وحبوبه، فلم تقترب الطيور من هذه الملابس البالية، ربما لأن هذه الطيور تتأكد أن هذه الملابس البالية أولى بالعيش والحبوب منها، فكأن الطيور في هذا الوقت أعقل من الأغنياء الذين يأكلون حقوق الفقراء والمساكين، ولا يدفعون حقوقهم إليهم، ولا تؤثر فيهم صورة الفقراء بملابسهم، ولا يلفت انتباههم أشكالهم.
هذه الثياب البالية على الشاخص تشبه كثيراً ثياب الفقراء البالية وخرقهم المتقطعة التي لا تكاد تكسو أجسادهم، أَتعْجبُ حينما يعرف طائرٌ حقّ الشاخص في الحفاظ على حبوب حقله ولا تتعجب حين تعرف أن الكثيرين لا يعرفون حقوق الفقراء عليهم، فكم من المرات يمر عليك فقيرٌ سائلٌ بهذه الثياب البالية، ولا تتحرك له أو تتفاعل معه.
فرضَ الله علينا للفقراء في أموالنا قدر ما يسعهم ويسد حاجتهم، فإذا تهيأت لك صدقةٌ عليهم فأعطهم، وإن قدرت على سدّ حاجتهم فسدها، وعاونهم فيما يطلبون، وإن شككت في صدقهم، أو رأيت منهم قرينة تهمة فلا تأمن أن تكون من كيد الشيطان ليصدك عن أوجه الخير، ولا أقل حينها من أن تتركهم بستره الجميل وتردهم رداً جميلاً.
لا تتركوا الفقراء في هذه الأيام الشديدة وحدهم يُصارعون الليالي حتى ينفردوا بأنفسهم في هذه الحاجة التي بلغت أقصى شدتها في (أيام كورونا)، ولو أعطى الأغنياءُ ما فضل عن حاجتهم من الأطعمة والمشروبات ما شكا أحدٌ من الفقراء الألم والحاجة، فأيقظوا في الأغنياء عواطف الخير على المحتاجين، وتعهدوا فيهم جوانب البر على الفقراء والمساكين.

د. علي زين العابدين الحسيني الأزهري
باحث وكاتب ومؤلف أزهري

Leave A Reply

Your email address will not be published.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

porn leader
http://xvideos4.pro
free porn