أصبحنا اليوم نعيش في عالم مختلف، نتصدى فيه لعدو خفي يتسلل الى بيوتنا ويستنزف طاقاتنا، لكننا نقف امامه مكتوفي الأيدي. نحن لا نتحدث هنا عن جائحة كورونا، وإنما عن جائحة الكراهية والعنصرية التي انتشرت عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، فأسهمت في بثّ التفرقة وأشاعت التنمر وشوهت صورة الكويت الحبيبة. لقد أدت تداعيات كورونا الى خلط في مفاهيم كثيرة وتداخل هذا مع أسس النقد البناء، فأصبح الجميع يهاجم الجميع من دون حجج بناءة، مما صعّد من حدة الشحن بين دول بأكملها. نرى اليوم عبر وسائل التواصل ردة فعل مخيفة من شعوب خليجية وعربية شقيقة ضد الكويت، وهو أمر قد لا يثير الدهشة إذا ما أدركنا أن وراء مثل هذه الرسائل أفراداً سفهاء أشعلوا نار الكراهية بين الدول وأوقعوا البغيضة بين شعوب بأكملها، منها شعوب وقفت مع الكويت في أصعب ظروفها. لكن ذلك لم يردع هؤلاء لا أخلاقيا ولا قانونيا. ودعونا لا نستغرب من استمرارية مثل هذه الرسائل اللامسؤولة والتي اصبحت ككرة الثلج التي تنشر المزيد من الغضب المتبادل. أسلوب الحقد والكراهية للأسف لا نراه في الكويت فقط، وإنما تفشى في جميع أنحاء العالم مع ادراك التبعات المخيفة التي تهدد أمن ووعي الشعوب كافة، فلنجعل الذي يحدث اليوم من كراهية وشغب في الولايات المتحدة عبرة لنا هنا في الكويت ونقارنها بالعنصرية التي يمارسها البعض في الكويت ضد الأخوة المقيمين. شخصيا، أمثل مجموعة من الشعب الكويتي المخلص لهذا البلد الطيب، نستنكر ما حدث بالأمس عبر وسائل التواصل الاجتماعي من إهانة وتجريح لإخواننا المصريين الكرام، واليوم يتكرر مع أخوتنا البحرينيين، ونعبر من هنا عن رفضنا للانتقاص من أي فئة تقطن بيننا. فطالما لا يوجد تطبيق للقانون الذي يجرم تلك الإساءات، سنرى غداً المزيد من هذه الأفعال الدخيلة على مجتمعنا المتسامح تجاه جنسيات أخرى وردود أفعال أسوأ. قد يتفق معي الكثير أننا كشعب لا نقف مع أي فرد يستخدم مثل هذا الأسلوب الذي يسيء لسمعة الكويت وصورتها. Volume 0% قد يتفق معي اهلي في الكويت أننا لا نسمح بتفشي مثل هذه الكراهية والبغضاء في المجتمع. كما نرفض العبث بسمعة الكويت أو أي عمل قد يهدد أمن البلد واستقراره. ولذا نطالب الحكومة الموقرة بتطبيق القوانين المتعلقة بالسب والقذف والإساءة لدول صديقة وتنفيذ أقصى عقوبة بحق المسيئين، لتكون فعلاً سمة الكويت «بلد الإنسانية» وحتى لا نجعل من الجائحة جائحتين. شريفة صالح الشلفان
القبس