كنت للبحرين صوتا هاديا
عربي الفكر قومي الفؤاد
كل يوم تُرسل لنا في «الميديا» عشرات من فيديوهات التطاول التي تتضخم بالعنصرية والطاووسية والكبر والتفاخر خاصة أن (ضيفتنا ومضيفتنا) كورونا (1441هـ – 2020م) طوّلت والناس باق لها (فيوز واحد) وتضرب عقولها، هذا إن كانت هناك بقية من عقول!
بالأمس استمعت لمجموعة من الفيديوهات لمواطنة كويتية تتطاول على الشعب البحريني الشقيق الذين هم عزوتنا وسندنا عبر ذكريات وتاريخ المنطقة وبيننا وبينهم نسب ودم ومصاهرة وتقارب على كل المستويات، وأنا أستمع لهذه (المواطنة) التي أكيد أخطأت كثيرا بتطاولها على الشعب البحريني الذي نعتبره (خطا أحمر)، تبين تشتهرين ولك مآرب أخرى روحي بعيدا عن (أهلنا) البحرينيين.
لا أعرف ما القصة هذه الأيام (رجل او امرأة) يقفان أمام جهاز النقال ويوجهان رسائل (حقد وتفرقة بين الشعوب) وهذه عصبية نهى عنها الإسلام وأيضا عاداتنا وتقاليدنا. والسؤال: لماذا تسيء لشعب كامل ثم تعتذر؟
إن التطاول على الشعوب (معرة) وخزي أخلاقي وعنصرية بغيضة مرفوضة بأخلاقنا العربية وديننا الإسلامي وأرى ضرورة تفعيل قانون المرئي والمسموع بأسرع وقت وبالجزاءات القصوى كي يرعوي الناس.
أعود لهذه التي حسبت علينا إن كانت كويتية فأنا لا أعلم لكن من الواضح انها (ندمت) واعتذرت بعد أن نالت مبتغاها من الشهرة على وسائل التواصل الاجتماعي لكنها حشيمة بتاريخ البحرين وأخلاق أهلنا في المنامة والمحرق وكل الجزيرة التي تحتل في قلوبنا محبة اعترافا بفضلها علينا ومن ينسى البحرين إبان الاحتلال العراقي الصدامي وكيف فتحوا القلوب قبل الدور للأسر الكويتية؟
ومن ينسى البحرين أيام وسنوات سطوة اللؤلؤ والقماش والدانات وتجارة البحر؟
واضح ان هذه التي تطاولت على البحرين وشعبها العريق لا تعرف شيئا بالثقافة، فقط مهتمة (بأناقتها) وليس في عقلها وذاكرتها شيء عن حضارة البحرين القديمة في تايلوس وأوال ودلمون!
هذه (المواطنة) التي تطاولت واعتذرت عليها أن تقرأ هذه السطور حتى تعرف من هي؟ ومن أهل البحرين الكرام؟ ولماذا كل هذه الألفاظ الجارحة؟ من أجل الشهرة، أنت اليوم فيديوهاتك منتشرة، لكن الفرق ان (الكل) يدعو عليك لأنك متحاملة على (دولة وشعب) ما رأينا منهم عبر التاريخ إلا المساندة والأخوة والمحبة.. وأنت اليوم تحاولين ان تقفزي على كل الحقائق كي تشتهري!
لا بارك الله في هذه الشهرة، وهذه فرصة أشكر فيها ابن الكويت البار طلال البحيري الذي رد عنا باعتذار يمثلنا جميعا.
ما سأعرضه من تاريخ البحرين هو نقطة في بحر من تاريخ أهلنا الكرام المتحضر الذي سبق عصره ويكفي عندما تزور البحرين، وترى قلعة محمد الفاتح وآثار تايلوس ودلمون وأوال، تعرف حضارة مملكة البحرين الشامخة في صفحات التاريخ.
ـ أول مدرسة بنات افتتحت في المنامة 1929 وكانت أول مديرة بحرينية لها هي الأستاذة لطيفة الزياني في عام 1939.
ـ إذاعة البحرين افتتحت عام 1955.
ـ أول فرقة شرطة تكونت سنة 1926.
ـ أول فرقة هجانة للجيش تكونت عام 1935.
ـ بدأت المحاكم عملها 1944.
ـ أول مرة شاركت المرأة البحرينية في الانتخابات 1926 في انتخابات بلدية المنامة.
ـ صدرت أول جريدة في البحرين 1939 لصاحبها عبدالله الزايد.
ـ الأوقاف بدأت عملها 1365هـ ـ 1946م.
في عام 1953 ابتعثت الحكومة البحرينية 3 طلاب الى الجامعة الأمريكية في بيروت.
بدأ العمل بعمليات السفر وإصدار الجوازات (عام 1347هـ ـ 1927 ـ 1928).
كما تم بناء جسر المنامة في عام 1941 (المنامة ـ المحرق).
غرفة التجارة بدأت فكرتها في عام 1939 وأشهرت في 1941.
أول طبيب بحريني تخرج في الجامعة الأمريكية في بيروت عام 1958 هو الدكتور علي محمد فخرو وأول مهندس هو الشيخ سلمان بن محمد عبدالله آل خليفة في 1961 ثم تلاه السيد سالم عبدالله المناعي عام 1963.
أول صيدلي هو الاستاذ رسول عبد علي الحبشي تخرج عام 1958 في الجامعة الامريكية في بيروت.
وأول قاض بحريني هو الشيخ عمر بن عبدالوهاب وحصل على البكالوريوس في الشريعة الاسلامية عام 1968.
هذه تواريخ تبين للقارئ تقدم البحرين عبر الأزمنة والحقب الماضية.
٭ ومضة: كما كتبت وأكتب مرة ثانية (البحرين ضي العين) فلا نقبل ولا نسمح لأحد بأن يسيء لأهلنا في تايلوس وأوال ودلمون، لأنهم حضارتنا وبنو عمومتنا وكل دولنا الخليجية والعربية وشعوب العالم وليس من أخلاقنا التطاول على أحد أبدا!
٭ آخر الكلام: البحرين بالنسبة لنا (أهل ونسب) ونفخر بكل إنجازاتهم الحضارية والتي سبقتنا في بعض الأحيان والتاريخ شاهد وكتبت لكم بعضه اليوم!
٭ زبدة الحچي: البحرين ليست جزيرة وإن كانت لكنها حضارة قديمة وأحاديث وسير مضيئة تعكس جوانب ثقافية وفكرية، وها أنا أعرضها في زمن تفشي وباء كورونا الذي لم يوقف طموحات أهلنا في البحرين.. نحبكم ونغضب لزعلكم.
.. في أمان الله.