من المتوقع أن يشهد العالم زيادة كبيرة في أعداد المسنين والمسنات حتى عام 2030، وهذه الزيادة ستكون أسرع في الدول النامية، وكذلك من المتوقع أن تزيد سوء معاملتهم مع تزايد أعدادهم وتلك قضية اجتماعية عالمية تؤثر في صحة الملايين منهم وتنتهك حقوقهم الإنسانية في جميع دول العالم.
وهذه القضية تستحق اهتمام المجتمع الدولي حيث إن الجمعية العامة للأمم المتحدة أقرت يوم 15 يونيو ليكون يوما عالميا للتوعية بشأن إساءة معاملة المسنين، إذ يعاني مسن واحد من كل ستة مسنين من أحد أشكال الإساءة وهذا الرقم في ازدياد مع ارتفاع أعداد السكان في جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى أن معدلات الاعتداء أعلى بالنسبة لكبار السن الذين يعيشون في المؤسسات أكثر من المجتمع، وقد تؤدي الإساءة للمسنين إلى إصابات خطيرة وعواقب نفسية طويلة المدى.
إن كبار السن هم الفئة الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض المزمنة، وكذلك الأكثر تأثرا بالأحداث اليومية والعالمية مما يؤدي إلى إصابتهم بالقلق والتوتر والاكتئاب والأمراض النفسية الأخرى.
والواجب على الجميع أن يوفر الدعم والرعاية لكبار السن في البيوت وسط الأهل لضمان الحياة الكريمة لهم ومن لا يمكنه رعايتهم فلا بد من توفير أطباء أو ممرضين مؤهلين لرعايتهم بالشكل المناسب في المنزل.
وكبار السن هم أحوج للعاطفة من الأطفال، حيث انه مع تقدم العمر تقل القدرة على أداء الكثير من الأعمال والأنشطة اليومية المعتادة وحتى النظافة الشخصية وبالتالي فإن تلبية احتياجاتهم الصحية والنفسية والاجتماعية تعتبر مهمة شاقة وتحتاج إلى وقت وجهد وعناية خاصة.
ولا بد من توفير التغذية الصحية المتوازنة لهم وحثهم على ممارسة الرياضة الخفيفة يوميا ومجالستهم للتخفيف عنهم من الآثار النفسية للتقدم في السن.
وقد دعانا الله سبحانه وتعالى إلى الرفق بالوالدين والإحسان إليهما وخاصة عند كبر سنهما بسبب اختلال المزاج مع تقدم العمر ونهى العبد عن التذمر من أي طلب يطلبونه أو إيذائهما ولكن يجب مخاطبتهما بالكلمة اللطيفة التي تحمل الحب والاحترام والكرامة والابتسامة الحنونة والتواضع لهما.
قال تعالى في محكم التنزيل (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما ـ الإسراء: 23).
