ها نحن قد تجاوزنا أزمة تفشي وباء كورونا بعد أن صمد الكويتيون والمقيمون لأكثر من ثلاثة شهور، دون أن نتعرض لأي مشاكل تذكر أو تسببت في خلق أزمة مستعصية على البلاد.. نعم لقد تمكن الكويتيون من عبور هذه الأزمة بقيادة قائد حكيم ذي خبرة اكتسبها من عمله الطويل في السلك الديبلوماسي وإدارة دولة.. إنه قائد شهد له الجميع بحنكة كبيرة ودراية واسعة في إدارة الدولة.
كنا قد تعرضنا لأزمة الاحتلال التي دامت لمدة سبعة أشهر، ورغم مضايقات قوات الاحتلال العراقي للمواطنين حيث تم اعتقال وقتل عدد من المواطنين واغتصاب وسرقة العديد من المؤسسات الحكومية وكذلك بيوت المواطنين، إلا أن الكويتيين الذين ورثوا صلابة المواقف في المحن بعد تعرض الأجداد في أسفارهم في البحر للعديد من الأهوال وبفضل قوة صبرهم تمكنوا من مقاومة كل المحن حتى استطاعوا أن يبنوا دولة كاملة الأركان.
ونحن إذ نستقبل العهد الجديد بعد أزمة كورونا لابد أن نستفيد من العبر الصعاب التي عشناها خلال الأزمة، لابد أن نوحد صفوفنا وأن يكون ولاؤنا للكويت ولشعب الكويت، وأن نتخلى عن كل الانتماءات الطائفية والقبلية والحزبية، لقد آن الأوان لأن نكون التجمع الوطني وأن نعمل من أجل بناء دولة حديثة وذلك بالقضاء على الفساد في كل المواقع وأن تتم محاسبة كل الممارسات التي تمت في انتشار الفساد وفي مقدمتها التجارة بالبشر ومحاربة الرشاوى في مؤسسات الدولة وأن تمنع الدولة كل أنواع الوساطات وعدم السماح لأي كان باستغلال مركزه لإنجاز معاملات خاصة على حساب المصلحة العامة أو التعدي على حقوق المواطنين في التوظيف، كذلك لابد أن نحذر من محاولة التدخل في القضاء وأحكام المحاكم، وليعلم الجميع أن القضاء يقوم بتنفيذ العدالة وبهذا يكون القضاء والعدالة جزءا أساسيا في ممارسة العمل الديموقراطي.
أعتقد ان الكل شهد تلك الممارسات غير القانونية في المرحلة السابقة والتي ساعدت على تفشي الفساد الذي نعاني منه اليوم، لذا فإن الدولة والسلطة التشريعية مطالبة اليوم بأن تمنع كل الممارسات والتجاوزات والواسطات التي تسببت في انتشار الفساد في أجهزة الدولة، وأن نرفع شعار العدالة والمساواة للجميع، والشعب أمام فرصة في الانتخابات المقبلة لاختيار عناصر وطنية مخلصة، لا نريد أن نختار من يرفع شعار (تكفون)، ويرمي عقاله.. نريد من يرفع شعار تحقيق العدالة والمساواة بين المواطنين وشعار محاربة الفساد ويتعهد بعدم ممارسة الواسطات.. نريد من يقضي وقته في حضور جلسات مجلس الأمة وتبني مشاريع التنمية، ولا نريد نائبا يحمل شنطة مليئة بأوراق الوساطات ويبحث عن الوزراء لإنجاز معاملات لناخبيه وأقاربه مستغلا منصبه في المجلس.
لنبدأ حياة أفضل في العهد ما بعد أزمة تفشي وباء كورونا، ولا شك أنها فرصة لتغيير تلك الأساليب غير القانونية التي تسببت في تفشي الفساد في الدولة.. وتعالوا لنرفع شعار الوطنية والانتماء الخالص للوطن الكويت.. وقد قالها جابر الخير «كلنا للكويت والكويت لنا»..
آية كريمة: (ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون)..
والله الموفق.
