في عصرنا هذا ومنذ فترات ليست ببعيدة، صرنا نلاحظ الكثير من بعض القيم الفردية المتباينة والمختلفة، منها ما أصبح مصدرا لمصادر ارتياحنا وقبولنا، ومنها ما أصبح على عكس ذلك تماما.
والذي على عكس ذلك تماما، هو في الغالب ذلك الذي لم نستطع تقبله حتى حول بعضنا بعضا.
كونه شكل صراعا بين القيم الأخرى، صراعا يتجلى في نزعات تفتقد النظام الأخلاقي والديني نوعا ما، زائد تلك النزعات الثقافية القديمة منها والحديثة، والتي قد اختلطت بين الفكرين الغربي والعربي، وما تتبعه من تصرفات وأفعال، هذا وبخلاف بعض من تلك المصطلحات المركبة.
ولكن هذا لا يعني أن تتصور أنك لا تستطيع السيطرة أو أن تؤثر على قوتك المندفعة من الداخل، والتي عادة ما تنبعث من عقلك وقلبك، بما يتوافق مع ما تؤمن أنت به، وما يتوافق أيضا مع قيمك وثقافتك.
نعم، وإن كانت هناك بعض من تلك القيم المتفاوتة في مدى انفتاحها، ومغايرة في صراعاتها المحتدمة بين كثرة تنوعها،
إلا أن هنا فقط يأتي دورك ودور استعمال عقلك بالشكل الصحيح، وبالشيء الصالح والرشيد، كي تتبنى كل ما يفترض به، أن يضفي عليك المزيد من الإدراك السليم والقدرة الدقيقة على تفسير ما يحوم حولك، بما ينفعك أو يضرك.
ذلك بخلاف المنطق، الفكر، الإبداع هذا وإن وجد، والذي يعتمد عادة على المؤهل لا الموهبة فقط، أي ذلك المؤهل الذي يعتمد على بناء الحقائق التي تقتضي عليك إدراج البرهان فيها.
مزكيا من خلالها نفسك من كل منبوذ أو مجهول، لا تعرف احتواءه ولا نتائجه، ولا تعلم إلى أين سيوصلك كونه غير معلوم، وكما يقال «احرص على كل ما ينفعك، وتجنب كل ما لا ينفعك وإن كان إلى الأعالي سيرفعك»، لذلك احرص وتمسك جيدا بكل ما يناسبك ويناسب ممارساتك ومجهودك وثقافتك.
وبالأخص ثقافتك، فقط ثقافتك، والتي تمثل ثقافتنا نحن ايضا بما فيها، وهي لا تشمل قيمنا فقط، بل تشمل أصالتنا وأخلاقياتنا وديننا، ذلك فخر واعتزاز بها، وحفظ عليها من ضياعها، كي لا تندثر أو تتبخر وراء سحب النسيان.
الأنباء
