نشاهد عبر وسائل الإعلام المختلفة إطلاق ألقاب عديدة ومختلفة على بعض الأسماء المطروحة ونحن لا نعلم إن كان اللقب مستحقاً لهم أم لا؟ ومن هذه الألقاب لقب مؤرخ أو باحث في التاريخ !والذي انتبهت إلى إزدياده في الآونة الأخيرة ، وكوني خضت في غمار هذا المجال بحصيلة مؤلفات تاريخية كثيرة وأبحاث ومقالات منشورة فإن السؤال السابق يطرح علي بين فترة وأخرى ، ونظراً لتكرار اجابتي على السائلين اتخذت قراري بأن أدونه في هذا المقال .
حتى يطلق عليك لقب باحث في أي مجال كان كالتاريخ لابد لك وأن تبحث فيه حقيقة لا خيالاً وأن يكون لك إنتاج يحمل إسمك عليه، أما تجميعك لكتب والتصوير مع ماجمعت من كتب أو حفظك لمقتنيات أسرتك الثمينة لا يجعل منك منتمياً إلى هذا المجال ، وحتى ان صدر عنك انتاج فإن للإنتاج ضوابط وأسس وخطة ينبغي عليك السير عليها لا مسايرتها باصدار مطبوع لا يستحق أن يحمل صفة كتاب حتى باحتوائه على مصورات صحف أو مجلات أو نشرات أو جمع لصور منتقاة بعناية ، وقد يتوه الناس بحجم تلك الاصدارات لضخامتها أو لثقل وزنها ويكونون أمام قرارات عديدة منها الثناء على صاحب الإصدار أو التعرض إلى شد عضلي أو ألم في العظام أو انهيار أرفف مكتبته فيلجأ إلى أهونها وهي الثناء ، وهنا تزدحم الساحة بمثل هؤلاء خصوصاً إذا كان لهم محبين كثر تسيطر عليهم قواعد ونظم الشللية الحديثة ، فمن يختلف مع صديقهم المؤرخ المزعوم مزور أو مطعون في كل مناحي حياته ، لذلك فإن مثل هؤلاء المدعين يسبحون داخل هالتهم ولا يرحبون بالعالم الحقيقي إلا إن كان من المجموعة آنفة الذكر ، فيأتي أحدهم ليطعن في انتماء من خالفه في معلومة بسيطة و يتناسى ديكسون وأبوحاكمة ، إن مثل هذه الظواهر لا تستحق بوصفها بالسلبية بل تستحق أن تسمى بالإرهابية لأنهم لا يتورعون عن استخدام أسوء الطرق والأساليب لإبعاد الغير متفقين معهم ، فأين يذهب العلم هنا عندما يقع فريسة في أيدي الجهال! بكل تأكيد سوف يقطعونه إرباً إرباً فلا يبقى قلم ولا كراس خشية كشف مستواهم الحقيقي.
الحل يكون في يد اثنين الأول هو القارئ الذي يستطيع أن يفرق بين النور والظلام أما الثاني هو الوقت الذي بمروره تبقى الكتب على الرفوف حتى تبحث تفاصيلها بيد المتعطشين لمواضيعها فلا أتباعه يتلقفون إصداره في تلك اللحظات بل من يرغبون بالعلم هم من سيصلون إلى الحقيقة والتمحيص بين الفهم العميق ونقيضه السطحي.
خالد طعمة
مؤرخ كويتي
