إن المثقف عضو في المجتمع شأنه من شأن بقية الأعضاء فيه ، لذلك تكون عليه واجبات وواجبات ثقيلة ، ومنها تثقيف المجتمع بزيادة وعيه لأن هذا باختصار دوره ، وإن إمتنع عن القيام بدوره أصبح عدواً للمجتمع عن طريق احجامه عن الدور المرجو منه .
الثقافة مجال مهم و التوعية بها للعامة أهم حتى لا تضيع المسميات وتختلط بعض الأمور ، فلا يجوز تسمية النجار حداد ولا الشرطي معلم لأننا هنا أمام تضييع للمسميات والتي من شأنها تضييع المهام وإن ضاعت الأخيرة اختلطت الأدوار وضاعت المهن وفسد العمل ، وأصحاب تلك المهن باختلاف مسمياتهم يضيقون أيضاً بمناداتهم بغير مسمياتهم .
فعلى سبيل المثال هاوي جمع النوادر ” الأنتيك” يحرص على اقتناء الطبعة الأولى من الكتاب أما الباحث بمختلف تخصصاته يحرص على اقتناء الطبعة الحديثة المنقحة لذلك الأول يهمه قدم المادة أياً كان محتواها أما الثاني يهمه محتوى المادة وفحواها ، فهذا من باب التسمية بالمسميات ولا يعني البتة تعدياً على أحدهما ولا يخفي كذلك امكانية جمع الشخص لمسميين اثنين.
هناك من يضيق صدره اذا قال المثقف رأيه فيه حتى وان كان بشكل عام ،وهذه ضريبة يدفعها المثقف دون أن يشعر به مجتمعه أحياناً لأنه قال الحقيقة بتجرد،
ويتحمل تبعات تثقيفه للمجتمع
فالإيمان بعمق دور المثقف لا يدركه إلا أقرانه ،لذلك حورب أكثر المثقفين من قبل أعداء الثقافة بمختلف الأزمنة وهذه الحرب تبقى خالدة حتى بعد موت الأشخاص لأنها موضوعية بحتة وهذا حال الدنيا.
وصدق الشاعر خلف بن هذال العتيبي عندما قال:
ماهو ضروري كل حاقد أعاديه
ولا هو ضروري كل طيّب رفيقي
علم الردى والطيب يبقى لـراعيه
وأنا على دربي وعارف طريقي
خالد طعمة
مؤرخ كويتي
