دعاء العليان | منذ بضعة ايام اطلت النجمة السورية سلاف فواخرجي في البرنامج الشهير جعفر توك، الذي يقدمه الإعلامي المثير للجدل جعفر عبدالكريم على شاشة دويتشه فيله الألمانية DW
منذ البدء ببث البرومو التشويقي للحلقة عرفنا بأننا على موعد مع حوار من نوع آخر، او حوار “غير شكل” مع النجمة (الفنانة) السورية.
بدأت الحلقة بسؤال متوقع عن الضجة التي اثيرت حول العمل الاخير لسلاف “شارع شيكاغو” – نص واخراج محمد عبدالعزيز، وعن الجرأة التي اتسم بها العمل .. طرحاً ومعالجة حيث قدم نوعا جديدا على الدراما السورية والعربية ككل.
وكان ارتكاز السؤال على القبلة “الإيحائية” التي قدمتها سلاف في العمل بمشاركة الممثل مهيار خضور
وجاءت اجوبة سلاف بما يتناسب مع شخصيتها الراقية المتزنة المنفتحة، اذ اتضح ان لديها مشروعاً متجسداً في شخصية ميرامار، ورسالة رأتها في العمل احبت تقديمها.
ومن ثم جاء سؤال آخر اجتماعي عن حقوق المرأة تبعه سؤال عن تعدد الزوجات وتلاه آخر عن المساواة والعلمانية وفصل الدين عن الدولة وديانة رئيس جمهوريتها …الخ
لكن فجأة، انقلب كل شيء.. ظن المشاهد انه يتابع لقاء حواري مع شخصية بارزة فنياً. لتتحدث عن فنها واراءها الخاصة في عدد من القضايا الفنية والاجتماعية.
لكن المحاور قلب الطاولة وبدأ بتوجيه اسئلة سياسية بحتة لضيفته – التي قامت بطي صفحة “الحكي بالسياسة” منذ دهر !!!
وفجأة وجد المشاهد نفسه في حوار سياسي .. مع فنانة ! مع شخصية فنية، ولربما يعتبر هذا انقلاباً من المحاور ومحطته وفريق اعداده !
مع ذلك سلاف لم تخيب ظن احد في براعتها كمحاورة، كما تتكلم بالفن تتحدث بالسياسة.
محطة DW التي تصنف نفسها ضمن الرأي الآخر المغاير لرأي الضيفة، التي نحترمها اي كان انتماءها ورأيها وبالمحصلة نحترم رأي المحطة والرأي الآخر وجميع الإراء.
لسنا بصدد الحديث عن رأي الفنانة سلاف و دفاعها عن مواقفها .. بل نحن بصدد الحديث عن الحوار والمحاور الانقلابي الذي قام باستضافة فنانة لكي يحاورها بالسياسة ويفرض عليها رأيه ورأي محطته ورأي “الرأي الآخر” دون السماح للضيفة بإكمال كلامها ببعض الاوقات !
هل هذا عمل احترافي؟
سلاف بدت عليها الدهشة لكنها صمدت لم تتلعثم ولم تهب
وبكل هدوء ورقي اكملت الحوار.
وعلى لسانها جملة رددتها كثيراً “انا فنانة اسألني عن فني” لكن جعفر لم يصغ لكلام الضيفة .. وحاول استفزازها .
من العيب ان نستضيف فنانة لنحاورها بالسياسة – اي مجال عمل غير مجال عملها
ومن منبري اسأل .. هل سلاف مذنبة لأنها قبلت دعوته؟
ألم يبقَ ضيوف وشخوص واشخاص من المجالات السياسية لإستضافتهم، حتى يقوم باستضافة فنانة وتحويل اللقاء الى حوار سياسي بحت؟!
من منبرنا لسلاف كل المحبة والاحترام
