قال مرشح الدائرة الثانية جمال الساير إن كثيرا ممن عملوا في الحقل السياسي الوطني يدركون أن هناك الكثيرين ممن وضعتهم الظروف أو الصدف أو المهارات الشخصية في موقع قيادة عمل السياسي الوطني، وأن الكثيرين منهم للأسف لا يملكون ما يسمى بالحصافة السياسية ولا فقه الأولويات السياسية، ولا حتى يعرفون معنى المثل الشعبي (من أجل عين تكرم ألف عين) سياسيا، بل أكثر من ذلك هم أحيانا كثيرة ما يخلطون بين المبدأ السياسي والموقف السياسي ويحرقون من أعمارهم ومن أعمار الشعب الذي يقف خلفهم راكنا همته في مواقف التيارات أو الشخصيات الوطنية لثمان سنين عجاف أخرى.. أو أكثر من ذلك بكثير!
وأضاف الساير في تصريح صحافي إن مرض قلة الحصافة وهو نقص في المناعة المكتسبة سياسيا لا يصيب الجهلاء وإنما يصيب العارفين، من المثقفين سياسيا والمجيدين للغة الأرقام والقوانين والتواريخ والوقائع، ويملكون الكثير من الحجة والمنطق والوطنية أيضا وبلا شك!، لكنهم يفاجئون الجميع بعدم القدرة على تخطي موقف بديهي لا يستحق من هذه العقول المتميزة عن غيرها بما مكنها من القيادة والتأثير في الناس سوى لمحة تفكير عابرة، إلا أن أعراض هذا المرض العضال تنسج خيوطها على عقولهم وقلوبهم، فيتخذون من المواقف ما لا تحقق محصلتها سوى الضرر البليغ مقابل أرباح سياسية هزيلة وقليلة، لا تكاد ترى بالعقل ولا بالعين قطعا!
وقال إنه معلوم للعارفين أن هكذا مواقف لا يقدم عليها أي عاقل إلا بدوافع غير مطروحة على طاولة البحث والحوار، قد يكون أحدها العناد، او الخصومة، أو أي حسابات أخرى لا يصح أن يقترب من مضاربها حاملي راية الأوطان، وينأى عنها كل حر شريف، الأمر الذي يجب ألا يغيب عن بال وعقل متخذي هذه المواقف المبهمة والغامضة، والتي لا تنم عن شيء يمكن للعقلاء من بني البشر رصده وفهمه في حقل حسن النية!
وتابع: كما إنه من المعروف أيضا أن ميدان السياسة يحتاج من الدهاء والحنكة ما يفوق حاجات ميادين المعارك والقتال، وغالبا ما يكون هذا الدهاء سببا رئيسيا في تحقيق النصر أو الهزيمة، إن الدهاء والحصافة السياسية لا يمكن أن يملكه من لا يعتبر الآخرين أشد ذكاء وفطنة منه، إن هذا التحوط من الفطنة والدراية بالآخرين هو مصنع الدهاء ومعقل الحصافة، وهو بداية طريق الحكمة.. البعيد.
