بقلم : يوسف عبدالرحمن
الدولة ومجلس الأمة مدعوان إلى البدء في وضع التعليم أولوية قصوى!
أما آن الأوان أن نغيِّر من تفكيرنا؟!
نظرة إلى البلدان المتقدمة مثل اليابان وسنغافورة.. ماذا تجد؟
اليابان اليوم من الدول المتقدمة والمتحضرة ودخل الفرد فيها عال جدا، وحجم الناتج المحلي بها يقدر بنحو 4.73 تريليونات دولار، ويتوزع هذا الناتج على 127 مليون نسمة، وبذلك يصل معدل دخل الفرد إلى 39 ألف دولار سنويا!
قطر الآن فيها أكثر من 300 ألف مواطن، والأجانب يمثلون مليونا ونصف المليون، متوسط دخل الفرد فيها الآن 132 ألفا و870 دولارا وهي تقفز تقدما!
الرئيس السنغافوري بكى ذات يوم لأنه رئيس بلد لا توجد فيه مياه للشرب!
اليوم الرئيسة حليمة يعقوب الرئيسة الثامنة جعلت سنغافورة في مصاف الدول المتقدمة، هي الأقل سكانا في العالم، ودخل الفرد فيها يصل إلى 98 ألف دولار حسب تقديرات عام 2018.
نيجيريا من أكثر الدول الغنية بالثروات والمعادن، ومن أكبر الدول المتقدمة في تصدير النفط، لكن انظر إلى أوضاعها الأمنية والاقتصادية، مجتمع مشبَّع بالأحقاد العرقية والصراعات، ما جعل نيجيريا من الدول غير الآمنة والمتخلفة.
أغلى ما في الإنسان الحضاري اليوم عقله وهو منبع ثروته، وبنظرة إلى الشعوب المتقدمة تعرف أن ما أقوله حقيقة باقية، فأحسن الاستثمارات هو الاستثمار في العقول البشرية.
عودوا إلى التاريخ، وارجعوا إلى صفحاته، معظم الدول نهضت بعد الحرب العالمية الثانية يوم وضعت أولوياتها (التعليم)، ونحن ولله الحمد مازلنا على «اطمام المرحوم» محلك راوح دون تقدم يذكر، وفي تراجع مريع وحاد وكارثي، وأملنا اليوم في الدكتور علي فهد المضف وزير التربية وزير التعليم العالي الذي تسلم إرثا هشا فيه من السلبيات ما يصعب حصره، ويحتاج إلى دعم مطلق لانتشال التعليم المتخلف الذي تسلمه للتو ويحتاج إلى منحة إلهية كي يضعنا على بداية الطريق الصحيح، وهذا لا يحتاج إلى محاباة أو مجاملة، وعليه أن يفتح مجال الاستعانة بمعلمين من فلسطين وسورية والأردن والسودان، على ألا يقل تقدير المعلم عن «جيد جدا» أو «ممتاز»، ويعيد بناء هذه المناهج المتهالكة من خلال الاستعانة بالكفاءات الوطنية الكويتية من نظار وموجهين ومشرفين فنيين ليضعوا له منهجا يقفز بالكويت إلكترونيا وتعليميا.
٭ ومضة: أجيالنا اليوم هم جيل إلكتروني، والمنهج الجديد المرتجى يقوم على هذا الأساس حتى نخرج واحدا على الأقل بمستوى بيل غيتس مؤسس شركة مايكروسوفت العملاقة!
٭ آخر الكلام: التعليم التقليدي يحتضر، ورغم أن مخرجاته في السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات رائعة، إلا أنه الآن (مصيبة المصائب)، فالتعليم اليوم يعلمك تطبيقات إلكترونية تقوم عليها كل الحسابات المستقبلية، والكل يعلم أن أرباح شركة سامسونج في عام واحد بلغت 327 مليار دولار فقط!
كم نحتاج من الوقت والعمل كي يكون عندنا هذا المبلغ من غير واردات النفط من الناتج المحلي؟
٭ زبدة الحچي: د.علي المضف.. ندعو لك بظهر الغيب بالتوفيق في مهمتك لتربية (عقول كويتية من خلال التعليم)، والتعليم كما تعلم (قرار)، فلا تتردد في وضع أولوياتك في مخرجات جهابذة من الجيل الكويتي الحالي الذي لا ينقصه الذكاء، وتعليمه أن العقل صانع الثروة!
اليابان قدوة لمن يريد جسر التنمية بالتعليم، ففي الحرب العالمية الثانية دُمرت، غير أنها بالعلم والتعليم صارت اليوم في المقدمة وبقينا نحن (محلنا راوح سر)!
معالي د.علي المضف.. نصيحتي: المعلم ثم المعلم فالمعلم.. اعقلها وتوكل.
في أمان الله..
