لا أدري لِم يصر البعض على أن يصور ما يحدث على ساحتنا السياسية بأنه نهاية العالم، في حين انه مجرد صراع سياسي آخر يدخل في خانة الصراعات السياسية المتعددة والممتدة والمستمرة؟! ويفترض ألا تأثير له على سير مؤسسات الدولة وأن الحياة… ماشية.
***
مرة أخرى من السذاجة أن تتصور أن صراع الحكومة والمعارضة ينبئ بخطر عظيم، وأنه يمكن أن يؤدي إلى تقويض أركان الدولة، بل يتصور البعض واهماً نائحاً باكياً أن استجواب رئيس الحكومة تأزيم لا داعي له وانه يمكن أن يؤدي إلى ما لا يحمد عقباه، والحقيقة انه استجواب مثله مثل أي استجواب سواء أخذ الشكل الإصلاحي أو الشكل التأزيمي، ففي النهاية هو حق خالص للنواب وجزء من العملية السياسية التي يجب فهم أبعادها.
***
ونعم من حق النواب الاستجواب ومن حقهم الاعتراض على تعيين وزراء بعينهم، ففي النهاية – لمن لا يفهم – النائب منتخب وأما الوزير فجاء بالتعيين، أعني للنائب الحق في إبداء رأيه في تعيين هذا الوزير أو ذاك، وحقيقة تشكيل الحكومة الحالية جاء دون مستوى الطموحات في بعض الاختيارات، بل جاء صادما وكأنما كان متعمدا لتصبح معه الحكومة جزءا من مشكلة لم تكن موجودة أصلا، لذا كان من غير المنطقي ان يخرج احد ما معترضا على الاستجواب أو معترضا على اعتراض النواب على بعض الوزراء.
ولمن لا يفهم سأكرر الحقيقة البسيطة التي بغيابها عمن لا يفهم السياسة تجعله يهرف بما لا يعرف، والحقيقة البسيطة ان النائب منتخب من قبل الناس ديموقراطيا والوزير معين، واعتراض الأول على الثاني طبيعي جدا، واستجواب النائب لرئيس الحكومة أو أي من الوزراء جزء من عمل النائب الرقابي.
***
نقطة مهمة ظهرت في الأسبوع الماضي منذ إعلان الاستجواب وإدراجه وهي ظهور أصوات تندد بالنواب وتتهمهم بالتأزيم وتعطيل المشاريع، والحقيقة ان الحكومة تسيطر على المشهد السياسي منذ 2013 وتحكم سيطرتها على المجلس منذ 2016 ومع هذا وطوال 7 سنوات لم تنجز شيئا على ارض الواقع، بل انه وبعد هذه السيطرة اكتشفنا أنها أدخلت البلد بالطوفة اقتصاديا، فلا أحد يقول إن الاستجوابات تعطل التنمية.
***
نصيحة الحكومة ومن يواليها إذا أردتم أن تبحثوا عمن يدافع عنكم ويهاجم المعارضة فابحثوا عن شخص يفهم أبسط أبجديات السياسية.. مو تستعينون بفاشينستات.
***
توضيح الواضح: سواء حل المجلس أو استقالت الحكومة أيهما لا يغير من واقع أن هذا جزء من العملية الديموقراطية كما حددها الدستور، والعودة إلى صناديق الاقتراع مرة أخرى طبيعي واستقالة الحكومة وإعادة تشكيلها أيضا أمر طبيعي، «لا تهولون الأمر».
