بعد أن شعرت الحكومة بعدم تعاون مجلس الأمة بعد تقديم استجواب لرئيس مجلس الوزراء وجدت أن طريق التفاهم والتعاون بين مجلس الأمة والحكومة أصبح مسدودا فقد تقدم أعضاء الحكومة بتقديم الاستقالة لرئيس مجلس الوزراء، وعلى أثرها أصدر 16 نائبا بيانا حمل لهجة الإصرار على المضي قدما في مسار التصعيد المبني على المواجهة بين السلطتين وتضمن البيان عشرة ملفات ذات أولوية تشريعية ورقابية كبرنامج عمل ملزم للحكومة القادمة واشتملت الأولويات التي حددها بيان النواب على ما يلي: تعديل النظام الانتخابي وهذا كنا قد طالبنا به خلال فترة المجلس السابق، كذلك تضمن البيان تطوير القوانين المرتبطة بالحريات.
وقد طرح ذلك في المجلس السابق أيضا إلا أنه لم يتم تقديم أي مشروع لتطوير القوانين ذات الأهمية لصلتها بتطوير النظام الديموقراطي، واشتمل البيان النيابي أيضا على قضية أعتقد أن الحكومة قد سعت إلى تكويت الوظائف العامة وهذا ما يتابعه ديوان الخدمة المدنية.
كذلك تضمن المصالحة الوطنية وهذا يتوجب أن يبادر مجلس الأمة بالمصالحة من خلال مجلس الأمة والابتعاد عن المهاترات وتوجيه النقد ضد أعضاء المجلس ولابد أن يتقيد النواب بأولوية عمل مجلس الأمة الذي هو مبني على الرقابة وصون الحريات ومصالح المواطنين.
اشتمل البيان أيضا على تعديل اللائحة الداخلية لتنظيم العمل داخل المجلس ومنع تكرار استجوابات سبق أن طرحت في جلسات المجلس.. ومنع تبادل السباب ولابد أن يترفع النواب عن هذا الأسلوب غير اللائق كذلك اشتمل البيان على القضايا المرتبطة بالمال العام وغسيل الأموال والاختلاسات وأشهر هذه القضايا الصندوق الماليزي وصندوق الجيش وعقود التسليح وحبذا لو أحال المجلس هذه القضايا للنيابة العامة والقضاء العام وعدم الخوض بهذه القضايا ذات الصلة بالمال العام حتى لا تتدخل مواقف سياسية في توجيه وفرض مواقف والتدخل بالقضاء العام.
لا شك أن البيان النيابي تضمن عدة مطالب شعبية يتوجب الاهتمام بها، وأن تنفيذ ما جاء في هذا البيان يتطلب تكريس جلسات المجلس لتنفيذ ما جاء في البيان النيابي.
أعتقد انه حان الوقت لأن يبدأ المجلس مع الحكومة التعاون تنفيذا لما جاء في عدة خطابات لصاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، الذي كان يحرص على التعاون التام بين مجلس الأمة والحكومة لإنجاز عدة مشاريع إنمائية لصالح الوطن والمواطنين.
من أقوال سمو الأمير الشيخ نواف الأحمد: «لدي يقين راسخ بحرصكم على تجسيد التعاون البناء والعمل كفريق واحد متآزرين متكاتفين».
والله الموفق.
