الشيخ حمد جابر العلي عرفته مواطنا ثم وزيرا ثم مواطنا ثم وزيرا، كنت ألتقيه مصادفة في بعض الدواوين التي يرتادها وأكثر لقاءاتي به كانت في غبقات رمضان، وذلك قبل أن يتولى الوزارة أو حتى يطرح اسمه كمرشح وكان هادئا مثقفا في نقاشه وفي الوقت ذاته مستمعا جيدا، عندما تولى حقيبة الإعلام عرفته أكثر بحكم عملي كصحافي وبحسب ما أذكر أنه الوزير الذي عمل تحت إمرة رئيسي حكومة مختلفين في فترتين مختلفتين، والآن يتولى حقيبة الدفاع تحت إمرة رئيس وزراء ثالث، أعتقد أنه بذلك يكون الوزير الوحيد الذي مر عليه ثلاثة رؤساء حكومة مختلفين، المهم أنه خلال توليه حقيبة وزارة الإعلام استطاع أن ينجز عمليا رغم قصر الفترة ويغير من شكل الوزارة وان كان الوقت لم يسعفه لإتمام ما بدأه، لكنه لم يتغير عن معرفتي له المرة الأولى، فكان ولا يزل مستمعا جيدا لأصحاب الاختصاص، وكان باب مكتبه مفتوحا وليست لديه حسابات الربح والخسارة السياسية التي يعاني منها كثير من الوزراء.
***
خرج من الإعلام وعاد مواطنا بلا منصب، ولكنه ظل على سيرته الأولى المثقف الجيد في الإصغاء وخلال تلك الفترة تحدثت معه مرتين أو ثلاث باتصالات حوت نقاشات عادية، ولمست فيه خصلة أنه ابن الأسرة المخلص.. لما فيه مصلحة البلد، تناولته في إحدى مقالاتي يومها، واستعرضت فيها تجربته كوزير للإعلام وحصل بيننا اتصال هاتفي اقتنعت أكثر أنه مواطن مخلص كما عرفته في حديثه عن مدى حرصه على البلد، ولم يكن هذا فقط طرق كلام بل أمر فعله بكل جدية إبان توليه وزارة الإعلام في حقيبتين مختلفتين ولم يتغير لا في الأولى ولا في الثانية.
***
والآن في الحكومة الأخيرة عاد نائبا لرئيس مجلس الوزراء وزيرا للدفاع وأعتقد أن في ذلك تقديما مستحقا له بل وأعتقد أنه ترفيع مستحق له، وليس في الأمر تزكية قدر ما هو نقل أمر واقع يشهد به كثيرون قبلي، ولا يزال كما هو المثقف الهادئ الجيد الانصات الذي يفتح باب مكتبه للجميع، وأعلم جيدا أن الوقت السياسي لم يسعفه لعمل أي شيء في وزارة الدفاع يمكن أن يحسب له أو حتى عليه سياسيا، ولكن أعتقد أنه كفء للمنصب، والمناصب لم تزده ولم تغيره وسيظل هو ذاته المواطن حمد جابر العلي، وحتى لو أصبح رئيس مجلس الوزراء فسيظل المثقف الهادئ والمستمع الجيد الذي يفتح أبواب مكتبه للجميع، ولا أعني فقط أبواب مكتبه كوزير أو نائب بل حتى أبواب مكتبه مفتوحة لمن أراد، بل إن رقم هاتفه منذ ما قبل أن يصبح سفيرا كان هو ذاته لم يغيره ويتلقى اتصالاته بنفسه ويرد على الجميع.
***
بهذه الصفات أعتقد أنه لو قام بترشيح نفسه لعضوية المجلس لحصل عليها ونال شرف تمثيل الأمة، فهو لم يتغير لا قبل الوزارة ولا بعدها وخطه السياسي واضح ولا توجد عليه أدنى ملاحظة من أي كتلة سياسية كانت ولم يحسب خلال صراعات الأسرة على أي جناح كان أو قطب بدليل أنه عمل تحت إمرة ثلاثة رؤساء حكومة بثلاثة مجالس مختلفة ودخل وخرج نظيف سياسيا دونما أدنى ملاحظة.
***
توضيح الواضح: باختصار.. حمد جابر العلي.. شيخ من طراز مختلف.
