الداهوم أنت وحدك
بدر الداهوم أنت وحدك, لقد كان قبلك, هنا بيننا قبل أعوام, كان نائباً مثلك تماماً يتوشح بالحصانة البرلمانية مثلك تماماً, تلاحقه الأعين وكاميرات الهواتف المحمولة أين ما ذهب, تُشيد له آلاف الهاشتاقات وتُكتب له كل جمل هذا الكون من إعجابات وفخر ومدح وتُنسج به الأبيات والأشعار. فأصبح وحده, معزولاً منفياً وبعد ذلك ذهبنا جميعاً لمنازلنا وكأنه كان مجرد عرضاً سينمائياً تفاعلنا معه وعشنا لحظاته ثم إنتهى وانتهى معه كل شيء.
كتب ذات يوم الياباني نوبواكي نوتوهارا “السجناء السياسيون في البلاد العربية ضحوا من أجل الشعب، ولكن الشعب نفسه يضحي بأولئك الشجعان. انعدام حس المسؤولية طاغ في مجتمعاتهم.”.
بدر الداهوم نحن معك حين تكون الأمور على مايرام, حين تكون الساحات مجرد هاشتاقات, تغريدات وتعليقات, حين يكون مجرد نقاش وسط كومة من الدخان في زاوية ديوانية, نحن معك حين تكون محصناً بالبرلمان. بدر الداهوم نحن معك في حدود الكلام, هم أيضاً كانوا معك قبل أن يحدد اسم الرئيس, كانوا معك في المساء فخانوك في وضح النهار,
لقد رحل مسلم وكل الأوفياء الأحرار الذين معه, هُجّروا لأرض غير الأرض, ولكن الفكرة أبت أن تغادر, فكل مناضل يُهجّر يغرس فِكرهُ قبل أن يرحل, ستبقى الفكرة بذرة تنتظر حتى يتحمل الشعب مسؤوليته في الاصلاح.
الساسة الأوفياء في وطني كالجندي في معركة خاسرة يعلم بأنه سيُقتل لا محال فيحمل الراية من يد زميله الذي سقط قتيلاً للتو, يعلم بأن رفع الراية لن تجعل من الهزيمة نصراً, هو يحملها لكي لا تموت الفكرة , فكرة النصر, فكرة أن تبقى الراية ترفرف.
بقلم :
مزيد بن ثاري
