بقلم: د.هشام أحمد كلندر طبيب متخصص في الإدارة الصحية
أصحاب السترات البيضاء أو الجيش الأبيض، هم من برز دورهم في ظل جائحة كورونا، هم من لم يتوانوا في تلبية نداء الوطن، هم من كانوا على قدر المسؤولية وفي الصفوف الأولى لمواجهة هذه الجائحة، هم من عملوا بجد وإخلاص، هم من ضحى الكثير منهم بحياته، هم الأطباء والممرضون والصيادلة والفنيون والمسعفون وغيرهم من الكوادر الطبية، هم أبطال هذه المعركة.
أصحاب السترات البيضاء، يستحقون منا التكريم والثناء، وخاصة من عمل بإخلاص وابتعد عن الرياء، هم من عملوا بعيدا عن الأهل والأحباء، منهم من ضحى بالغالي والنفيس من أجل مواجهة هذا الوباء، فنسأل الله أن يتقبل من قبضت روحه في هذه الأزمة ويكتب بمنزلة الشهداء.
في ظل هذه الأزمة، كنت شاهدا على بعض الأمثلة من أصحاب السترات البيضاء التي نفتخر بهم، لا يتوانون في قبول أي مهمة توكل لهم، كانوا يعملون دون كلل ولا ملل، فقط من أجل حماية الآخرين، وخدمة المواطنين والمقيمين، يقومون بدورهم على أكمل وجه دون تقصير، يظهر عليهم التعب والإعياء ومع ذاك كانوا يتحاملون على أنفسهم ويعملون دون تأخير.
فقد عملوا في ظروف صعبة واستثنائية، بعيدا عن أسرهم وعائلاتهم، وتحت ضغوط عالية لفترات زمنية متواصلة، فكانوا على قدر المسؤولية.
أصحاب السترات البيضاء، أقول لكم شكرا من القلب، شكرا لا توفيكم حقكم، وجزاكم الله خيرا، وبارك الله فيكم، وجعل الله أعمالكم في ميزان حسناتكم، وأسعدكم الله في الدنيا والآخرة، وحفظكم الله من كل مكروه، وأتم عليكم الصحة والعافية، ونفع الله بكم العباد والبلاد.
أقول لأصحاب السترات البيضاء من يؤدون أعمالهم بصدق وأمانة وإخلاص، تذكروا قول رسولنا صلى الله عليه وسلم «لقد رأيت رجلا يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق، كانت تؤذي المسلمين».
فكيف وأنتم تساهمون في السيطرة على هذا الوباء وتتعرضون للمخاطر، توكلوا على الله وأخلصوا النية.
لا تتأثروا يا أصحاب السترات البيضاء إن لم تعطوا التقدير، أو أصاب مكافأتكم شيء من التأخير، أو بخس حقكم من لهم التأثير، الذين قد يولون من هو ليس لتحمل المسؤولية بجدير، فأنتم والله تستحقون الكثير، لا تلتفتوا للمثبطين وأصحاب التخذيل، أعلم أن منكم من هجر النوم والسرير، لا توقفوا المسير، واحتسبوا الأجر ممن بيده التدبير، فسيتبين للجميع من يعمل للبهرجة والتصوير، ومن يعمل بإخلاص من أجل إرضاء رب على كل شيء قدير.
